أتقن كلماتك تمتلك حياتك

عندما كان سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم يعرض ما يحمله من رسالة الخير للعالم جاء إلى بطن من قبيلة كلب يقال لهم بنو عبد الله، فدعاهم إلى الله وعرض عليهم نفسه، وكان يقول لهم: «يا بني عبد الله، إن الله قد أحسن اسم أبيكم».
ما أجمل هذا الخطاب، وما أبدع هذه الرسالة، فالاسم الحسن يقتضي مسماه.
ومن يسير على خطى محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو أولى من غيره بإتقان مهارات الاتصال التي تعقد لها الدورات التدريبية وتؤلف فيها الكتب، ويبحث عن أمثلة النجاح من الشرق والغرب، ففي دراسات علمية متعددة 85٪ من نجاح الشخص في العمل يعتمد على مهاراته الشخصية مقابل 15٪ فقط على المعرفة التقنية، وفي دراسة أخرى 57٪ من أصحاب العمل يعتبرون مهارات الاتصال الكتابية والشفهية من أهم المهارات التي يبحثون عنها عند التوظيف، ووجدت دراسة أن جودة العلاقات الشخصية (المبنية على تواصل جيد) هي العامل الأقوى المؤثر على السعادة وطول العمر، وأن الأشخاص الذين يتواصلون بفعالية مع أصدقائهم وأسرهم يسجلون مستويات رضا حياتي أعلى بنسبة 50٪ من غيرهم، وأن 76٪ من الأشخاص يرون أن مهارات الاتصال القوية تجعلهم أكثر ثقة في أنفسهم، وأن الأشخاص الذين يمتلكون مهارات اتصال جيدة يكونون أقل عرضة للإجهاد النفسي بنسبة 27٪ لأنهم قادرون على التعبير عن احتياجاتهم بوضوح.
وعندما تأتي إلى واقع البعض اليوم تجد بعداً عن التواصل الجيد، بل قد يرى أن الكلمات البذيئة وغير المناسبة هي التي تجعله أكثر حضوراَ وذلك أنها من باب «الميانة» و «»اللي بقلبي على لساني»!
ومثلها من يتقدم إلى وظيفة فيأتي بيديه بلا مشروع مكتوب وبلا عرض مميز، فإذا رُفض استغرب لماذا لم يًقبل!
في يوم من الأيام سمعت من يلقّب صاحبه الواقف بجانبه بلقب لا يليق ببشر، فاستنكرت الأمر، وجاءني الرد ليس ممن أطلق اللقب بل ممن وُجه إليه، فقد قال بتعجب وتوجيه حكيم: «تراه يمزح لا تشدها»!
أتقنوا اختيار كلماتكم تتقنوا امتلاك كل جميل في حياتكم.
aldabaan@hotmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *