قادسية الخبر.. وخليج سيهات

تسلل الملل، وسكن الغبار مدرجات الساحل الشرقي، وساد الإحباط جماهير الشرقية في منافسات الكبار، حتى أصبحت مباريات أنديتها في المدرجات والمستطيل الأخضر أقرب إلى جنازة تنتظر الدفن.

هذا هو واقع الحال لأندية الشرقية لسنوات طوال، من خلال تراجع الاتفاق والفتح، وسيناريو الصاعد والهابط للقادسية، وغياب الخليج عن دوري الكبار لفترات متقطعة.

غاب الجمهور، ورحلت النجوم، والأجانب ليسوا نجوم (شباك)، والنتائج (الله بالخير)، والمستويات (الساتر الله)، حتى أضحت أندية الساحل الشرقي (بقرة حلوب) للأندية الكبيرة وغير الكبيرة لاستقطاب نجومها ومواهبها.

هذا ليس تقليلًا منها، بل هو واقع يعرفه القاصي والداني. وأصبح الجميع يتحسر على (زمان أول) بعد الألقاب المحلية والخارجية للاتفاق والقادسية، وصعود الفتح إلى المنصات قبل أن يعود فريقًا يصارع من أجل البقاء.

والمؤلم أن جماهير الأندية الكبيرة أو المعروفة، عندما تلعب في المنطقة الشرقية، تكون أضعافًا مضاعفة عن جماهير أصحاب الأرض، بعد أن كانت جماهير المنطقة تصول وتجول بأهازيج (الهول واليامال) والمزمار والصرناي، بأسماء جماهير معروفة في الاتفاق والقادسية والخليج والفتح والنهضة، والأخير (خرج ولم يعد) ومعه هجر والروضة.

المقارنة بين الماضي والواقع الحالي لأنديتنا في الساحل الشرقي كمن يقارن بين أفلام (الأبيض والأسود) من حيث القيمة والمكانة وأسماء النجوم، وبين أفلام المقاولات التي لا تضم في مسيرتها لا نجومًا ولا فكرة ولا إخراجًا، سوى سيناريو ممل للغاية.

غاب الإعلام في الفضاء والأرض عن كرة القدم في الساحل الشرقي، ليس لتجاهل، ولا لهروب، ولا لتخاذل، ولا لهجرة الأقلام التي سبحت في مياه البحر من الخبر والدمام وسيهات حتى بحر العقير في الأحساء.. بل لأن المشهد أصبح ميتًا سريريًا لهذه الأندية بنتائجها ومستوياتها وعزوف جماهيرها. ومما زاد (الطين بلة) أن كثيرًا من الأندية الواجهة افتقدت أسماء إدارية ذات (كاريزما) في التفاعل الإعلامي مقارنة بأيام زمان.

الوضع ربما يتغير.. والمفترض أن يتغير، لاسيما بعد امتلاك أرامكو للقادسية، التي أحضرت نجومًا عالميين من (نجوم الشباك)، وكانت المحاولة الأولى الحقيقية لعودة الأمل لأندية الشرقية جماهيريًا وإعلاميًا عبر نتائج القادسية في الموسم الماضي، ووصول الفريق إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين. وهي خطوة مهمة لتحفيز الاتفاق وتاريخه، ونهوض الخليج لعودة أمجاده عندما كان يسمى (النسر) ويحقق بطولة المنطقة، وحُرم من الوصول إلى نهائي كأس الملك رغم استحقاقه، بعد أن كان بطل المنطقة الشرقية، وفوزه بالقرعة آنذاك مع أحد أندية الرياض للعب النهائي. ولكن لأنه اسم غير معروف تم استبعاده من النهائي، وتم تكريمه آنذاك بحضوره في النهائي والتشرف بالسلام على الملك فيصل (طيّب الله ثراه) في المباراة النهائية.

نعود إلى جماهير الشرقية التي كانت محبطة في السنوات السابقة بسبب العوامل الآنفة الذكر، ونقول لها: إن مباراة الجمعة، التي تجمع القادسية والخليج في الجولة الثالثة من دوري روشن، فرصة لإعادة نبض المدرج الشرقاوي من جديد، وإعادة أهازيج البحر والصرناي والمزمار.

لمَ لا؟ والقادسية أصبح فريقًا منافسًا، والخليج يقدم فوق طاقته نظرًا لإمكاناته المادية.

الجماهير التي تطالب إعلام الشرقية بالوقوف مع أنديتها، عليها أن تبدأ بنفسها وتحضر المدرجات، من أجل إعادة كل ما هو جميل لفرقها في دوري الكبار.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *