الصغيرة والكبيرة

في الحياة العامة، وفي نشرات الأخبار نسمع كثيرا عند الحديث عن الدول بأن الدولة الفلانية دولة صغيرة، وأن الدولة الفلانية دولة كبيرة، تبعاً للتصنيفات القانونية للأمم المتحدة ليس هناك تصنيف رسمي ومعتمد لدول صغيرة و دول كبيرة.
هناك تصنيفات قد توصف بأنها ثانوية أو تستخدم كمؤشرات على أوضاع الدول في المنظومة الدولية وتستخدم تلك التصنيفات «فنياً « في أطر عمل الأمم المتحدة وبعض المنظمات الدولية. مثل « الدول الجزرية» وهي دول صغيرة ونامية ومعروف هذا التصنيف في المنظمة الدولية منذ العام ١٩٩٢م ويطلق هذا التصنيف على الدول الصغيرة التي تواجه تحديات تنموية وبيئية قد تكون خاصة وغير موجودة في كثير من الدول، ومن هذه المجموعة جزر المالديف وجزر فيجي.
ثم هناك تصنيف الدول « الأقل نمواً» ويميز هذه المجموعة أمرين أثنين رئيسيين هما الضعف الشديد في الموارد البشرية والدخل القومي المتدني. ثم هناك الدول « ذات الاقتصادات الهشة» وهذه المجموعة عادة ما يشار إليها في التقارير السنوية للبنك الدولي والصندوق النقد الدولي.
ومع ذلك هناك معايير قد توصف بأنها غير رسمية بمعنى لا علاقة لها بالأمم المتحدة، ومنظماتها المتخصصة، ومن زبرا هذه المعايير « معيار عدد السكان» حيث للدول التي يقل عدد الكتلة البشرية السكانية فيها عن مليون ونصف إنسان بأنها دول صغيرة، مثل لوكسمبورغ ومالطا. وهناك « معيار المساحة الجغرافية» يعني الدول التي لها مساحة أرضية محدودة مثل سنغافورة. وهناك معيار « القدرات الاقتصادية والعسكرية» وهذا المعيار يعتمد على مقدار الناتج المحلي الإجمالي سواء كان محدود أو مرتفع ، وكذا الموارد الطبيعية، والقوة العسكرية. وهناك أيضاً معيار مهم يتعلق ب « التأثير في النظام الدولي» يعني الدول الصغيرة هي تلك التي لها دور ضعيف ومحدود في التأثير في النظام الدولي.
يقال أن الدول الصغيرة عادة تقوم بأدوار معروفة تقليدياً مثل مشاركاتها الفاعلة في الدبلوماسية متعددة الأطراف من خلال الأمم المتحدة وانتهاج سياسة الحياد، التركيز على العمل في قضايا دولية بعينها، وأخيرا محاولة الاستثمار في القوى الناعمة مثل الرياضات، والفنون والآداب، بينما يميز الدول الكبيرة امتلاك القوة الصلبة، والمشاركة الفعالة في صناعة القرارات العالمية، وقيادات الدول الأخرى في حال بعض الأزمات الدولية، وأخيرا قدرتها على التأثير في العمل الدولي عبر منظمات الأمم المتحدة.
هذه الحياة فيها الصغير والكبير حتى فيما بين الدول كما هو الحال بين الأفراد والجماعات.
salem.asker@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *