عن القلم.. أحدثكم

حين أود الحديث عن أداة بسيطة لكن لها أثر عميق وقيمة عالية فلا بد أن أتذكر القلم، تلك الأداة التي عرفها الناس بأنها قطعة تستخدم ببكتابة وقد أخذت اشكالا متعددة عبر التاريخ وصنعت من عدة مواد من المعدن أو الخشب والريش وهي تحول الحبر إلى حروف تكتب على صفحات الورق سواء ورق رسائل أو مذكرات أو دفاتر أو كتب أو غيرها.
ولكن ما هو القلم ؟ يعرف القلم بأنه القلم هو أداة كتابة شائعة تستخدم الحبر للكتابة على السطح، وعادة ما يكون هذا السطح ورق، للكتابة أو الرسم. الأقلام القديمة مثل أقلام الخوص وأقلام الريشة وأقلام المغموسة فالحبر والأقلام المستخدمة في رسم الأشكال الهندسية كانت تحتوي على كمية صغيرة من الحبر على سن القلم أو في فراغ أو تجويف صغير كان يجب إعادة شحنها بشكل دوري عن طريق غمس طرف القلم في محبرة.
وفي الوقت الحاضر، لا تجد مثل هذه الأقلام سوى لعدد قليل من الاستخدامات المتخصصة، مثل الرسم التوضيحي والخط. أقلام الخوص، وأقلام الريشة والأقلام تراجع، والتي كانت تستخدم للكتابة، تم الاستعاضة عن الحبر والأقلام، والأقلام الجاف، وأقلام الحبر السائل والأقلام المستخدمة على السبورة البيضاء. تم استبدال أقلام الحبر، التي كانت تستخدم في الرسم الفني ورسم الخرائط، بأقلام فني.. و تحتوي كل هذه الأقلام الحديثة على خزانات حبر داخلية، بحيث لا تحتاج إلى غمسها بالحبر أثناء الكتابة.
ولن اجد دليلاً اعظم على أهمية مكانة القلم من دلائل كثيرة خيراً من أن القلم ذكر في القرآن الكريم وهناك سورة بإسمه .. قال تعالى «ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ» -1 القلم – .
القلم ارتبط بالتوثيق وبالقلم نقلت الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة.. ويمتد اثر القلم في صناعة التاريخ وتوثيق الأحداث وكذلك نقل العلوم والمعرفة والروايات والقصص.. القلم صديق العلماء ورفيق الأدباء وليس له مساحة ففي كل بحور الكلمات ستجده وبكل لغات العالم يتحدث وفي كل بينت ومدرسة وجامعة ومكتبه له موقعه.
وبطبيعة الحال تختلف الخطوط التي يكتب بها القلم باختلاف اللغات والبلاد.. وبطبيعة الحال اليد التي تخط به، ومن أجمل أنواع الخطوط هو خطنا العربية.. فالخط العربية هو فن وتصميم الكتابة في مختلف اللغات التي تستعمل الحروف العربية. تتميز الكتابة العربية بكونها متصلة مما يجعلها قابلة لاكتساب أشكال هندسية مختلفة من خلال المد والرجع والاستدارة والتزوية والتشابك والتداخل والتركيب.. ويقترن فن الخط بالزخرفة العربية حيث يستعمل لتزيين المساجد والقصور، كما أنه يستعمل في تحلية المخطوطات والكتب وخاصة نسخ القرآن الكريم. وقد شهد هذا المجال إقبالا من الفنانين المسلمين بسبب نهي الإسلام عن تصوير البشر والحيوان خاصة في ما يتصل بالأماكن المقدسة والمصاحف.
وفي وقتنا الراهن أصبح الكثير لا يستشعر القيمة الحقيقية للقلم لأنه ببساطة استبدله بلوحة مفاتيح أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة باختلاف أنواعها.. وأنا بالرغم أني اعشق الكتابة على الورق ولا استشعر قيمة الكلمة إذا لم يخطها الحبر وليس ضغطة زر إلا أنني استجيب لهذا التغيير الذي يفرضه الواقع المعاصر وأكتب لكم هذا المقال عبر جهازي المحمول، والسؤال الذي يتبادر إلى ذهني.. القلم .. إلى أين.
m-h876@yahoo.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *