أوضحت الهيئة أن القواعد الجديدة تستند إلى مجموعة من المواصفات والمعايير المحلية والدولية لضمان توافقها مع أفضل الممارسات العالمية، ومن أبرزها: الكود السعودي للتوزيع «SAGC»، كود الشبكة السعودي «SADC»، المواصفات السعودية «SASO»، إضافة إلى المعايير الدولية مثل IEC وIEEE.
محاور رئيسية للجودة
أما المحور الثالث فيتمثل في الجودة الفنية للطاقة، والتي تعنى بالخصائص التقنية للكهرباء الموردة مثل مستوى الجهد والتردد والانحرافات الفنية التي قد تنعكس على كفاءة وأداء الشبكة الكهربائية.
تسري القواعد الجديدة على جميع مقدمي الخدمة في المملكة بمختلف مستوياتهم، وعلى جميع المستخدمين سواء كانوا أفرادًا أو قطاعات، كما تشمل كافة مستويات الجهد الكهربائي «الفائق، العالي، المتوسط والمنخفض»، إضافة إلى نقاط الربط بين مقدمي الخدمة والمستهلكين.
التزامات مقدمي الخدمة والمستهلكين
وألزمتهم بتركيب أجهزة لمراقبة جودة الطاقة وفق خطة معتمدة، وتحمّل تكاليفها كاملة، إلى جانب تقديم تقارير دورية للهيئة حول الالتزام بالمعايير المعتمدة.
وشددت القواعد على ضرورة تزويد المستهلكين – عند الطلب – بمعلومات عن مستويات جودة الطاقة في مناطقهم، إضافة إلى وضع سياسات وإجراءات داخلية تشمل خططًا لتركيب أجهزة المراقبة، وإدارة البيانات والشكاوى، والتدقيق الداخلي الدوري.
أما بالنسبة للمستهلكين، فقد ألزمتهم القواعد بتصميم وتشغيل معداتهم وفق الحدود الفنية المحددة، بما يضمن عدم التأثير سلبًا على الشبكة أو المستخدمين الآخرين.
الرقابة والعقوبات
وفي حال ثبوت المخالفة، يتم إلزام الجهة المعنية بتنفيذ خطة تصحيحية معتمدة من الهيئة خلال فترة زمنية محددة.
تقارير دورية وإفصاح إلزامي
معايير تفصيلية لجودة الطاقة
حدد الدليل معيار عدم توازن الجهد بألا يزيد عن 1% في مستويات الجهد العالي و2% في الجهد المنخفض، إضافة إلى معيار الوميض الكهربائي الذي يفرض حدودًا صارمة للوميض قصير وطويل المدى.
وتضمنت المعايير أيضًا ضوابط خاصة بانخفاض أو ارتفاع الجهد المفاجئ مع تحديد آليات قياسها وتصنيفها، فضلًا عن معيار الجهد العابر الذي يضع الأسس الفنية لرصد وتصنيف حالات الزيادة العابرة في مستوى الجهد.
مراقبة دقيقة لجودة الطاقة
واشترطت أن تكون هذه الأجهزة معتمدة وفق معايير Class A حسب المواصفة IEC 61000-4-30، مع الحصول على شهادات معايرة من جهات معتمدة من المركز السعودي للاعتماد.
وبحسب القواعد الجديدة، ألزم الدليل مقدمي الخدمة بتنفيذ نوعين من أنظمة المراقبة لضمان دقة القياس واستمرارية المتابعة، حيث تشمل الأولى المراقبة الدائمة «Type P» من خلال تركيب أجهزة ثابتة ومتطورة على شبكات النقل والتوزيع تتيح متابعة المؤشرات الفنية بشكل مستمر والكشف السريع عن أي انحرافات.
أما الثانية فهي المراقبة المؤقتة «Type R وType I»، التي تعتمد على أجهزة محمولة تُركب لفترات زمنية محددة، إما لمعالجة مشكلات طارئة، أو للتحقيق في شكاوى المستهلكين، أو لدراسة أعطال مؤقتة قد تؤثر على كفاءة الشبكة.
وشددت الهيئة على ضرورة جمع بيانات المراقبة وتخزينها إلكترونيًا لمدة لا تقل عن خمس سنوات، مع احتفاظها بحق الاطلاع على هذه البيانات وتدقيقها في أي وقت.
تقارير شفافة وملزمة
ويتوجب أن تتضمن هذه التقارير تفاصيل دقيقة تضمن الشفافية في عرض المعلومات، حيث تشمل خطط القياس والنتائج المصنفة بحسب نوع المراقبة ومستويات الجهد المختلفة، إلى جانب إثبات معايرة أجهزة قياس جودة الطاقة «PQ» لضمان موثوقية البيانات.
تتضمن التقارير ملخصًا شاملًا للأداء وخطط التطوير المقررة على مدى خمس سنوات، فضلًا عن تحليل الأحداث غير الطبيعية وطرق معالجتها، إضافةً إلى رصد شكاوى المستهلكين المتعلقة بجودة الخدمة وبيان آليات التعامل معها.
كما ألزمت الهيئة مقدمي الخدمة بإبراز استثماراتهم في تحسين جودة الطاقة وخططهم المستقبلية لتحديث البنية التحتية، مع استخلاص توصيات عملية تساهم في تطوير إدارة الشبكة.
إدارة شكاوى المستهلكين
وفي حال ثبوت وجود خلل، يلتزم مزود الخدمة باتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة خلال فترة زمنية معقولة، بينما تُعتبر الشكوى محلولة إذا أثبتت القياسات اللاحقة عدم وجود اضطراب.
وألزمت القواعد مقدمي الخدمة بتحمل تكاليف التحقيق في الشكاوى، وإنشاء نظام إلكتروني لتسجيلها ومتابعتها، وفق مؤشرات الأداء المعتمدة لقطاع الكهرباء في المملكة.
إجراءات تصحيحية صارمة
ألزمت القواعد مقدمي الخدمة بإدراج الاستثمارات المطلوبة لمعالجة الاضطرابات ضمن خطط الإنفاق الرأسمالي «CAPEX» لعرضها على الهيئة للمراجعة والموافقة.
وفي حال فشل المزود في معالجة الخلل أو تجاهل الإبلاغ عنه، تحتفظ الهيئة بحق تطبيق العقوبات النظامية المنصوص عليها في اللوائح ذات العلاقة.