الخطوة المهمة التي أعلنت عنها هيئة تنظيم الإعلام مؤخراً، باستدعاء ممثلي خمس منشآت تجارية قامت بدعوة معلنين من خارج المملكة غير مرخص لهم للترويج لأنشطتها التجارية، خطوة في الاتجاه الصحيح لتنظيم هذا السوق الذي يحتاج ترتيب وتطبيق القوانين بقوة وحزم نظراً للتجاوزات الحاصلة من المعلنين و الشركات، تعودنا أن تكون الغرامات والعقوبات على المعلن، ولكن الجديد في هذا الاستدعاء ان العقوبات ستطال المنشآت التجارية أيضاً، وهذا قمة الحكمة حيث إن المعلن «وإن تجاوز» فلن يحقق ما يريد من مكاسب دون دعم الشركات التجارية التي تغدق عليه بالأموال والإعلانات، ودون ذلك الدعم لن يستطيع الاستمرار ولكن في حال محاسبة الممول نستطيع تنظيف ذلك السوق من الدخلاء وغير المنضبطين.
أتذكر في السابق «وما زال» الإعلان عبر الإعلام التقليدي من صحافة وتلفزيون وإذاعة يخضع لرقابة ومتابعة من أكثر الأقسام وعبر متخصصين في الإعلام حتى تتم إجازته ونشره، ولكن محتوى مشاهير التواصل وغيرهم لا يخضع لرقابة أو متابعه خلاف أن أغلبهم لا يفقهون في الإعلام مما ساهم في تدني المحتوى والمستوى.
أتمنى من هيئة تنظيم الإعلام التركيز أيضاً على من ينتحلون الجنسيه السعودية ويتحدثون بلهجتنا من الجنسين وكأنهم من أبناء البلد، ويبثون سخافاتهم أمام الملاء ضاربين بعاداتنا وديننا وتقاليدنا عرض الحائط مما أحدث لبساً أمام المجتمع بحكم أنهم يتلبسون جنسيتنا ويتظاهرون بها، مثل هؤلاء نتمنى إيقافهم وتطبيق العقوبات عليهم ومنعهم من الإعلان محلياً، كذلك من حصل على رخصة موثوق وتبين فيما بعد سلبيات بثه وتجاوزاته نرجو سحب الرخصة منه حتى يصبح عبرة لغيره، وليعلموا أن هناك جهات رقابية تقف لهم بالمرصاد.
محاسبة الشركات وتطبيق المخالفات عليها ستحقق نتائج إيجابية تصب في مصلحة مستخدمي وسائل التواصل وبالتالي المجتمع بحكم تأثيرها عليهم بحيث تلتزم المنشآت باختيار المعلن المناسب الحاصل على رخصة موثوق، وأيضاً المعلن المعروف عنه مواضيعه الهادفة والجادة أو صاحب الترفيه المقبول غير المبتذل، وهذا سيساهم بالتأكيد في تنظيف هذا السوق من الدخلاء والعابثين وأصحاب المحتوى المسيء.
البحث عن الترند وزيادة المتابعين أوقع الكثير من مشاهير التواصل في مطب المحتوى المسيء المبتذل بهدف جذب الانتباه بأي وسيلة، ولذلك فإن الضرب بقوه عليهم ومحاسبتهم ستحقق نتائج ايجابية تقضي على هذا العبث الموجود في وسائل التواصل.
amarshad55@gmail.com