كشفت مؤسسة إكرام الموتى الأهلية عن توجهها لتبني النماذج الناجحة في قطاع إكرام الموتى وتعميمها على مستوى المملكة، مشيدةً بالتجربة المميزة التي تقدمها جمعية الفردوس بمحافظة القطيف، والتي وصفتها بالنموذج الذي يحتذى به في توفير رحلة متكاملة ومتناسقة للمتوفى منذ لحظة الوفاة وحتى إتمام مراسم الدفن.
وأوضح مدير عام تطوير القطاع في مؤسسة ”إكرام“ الأهلية، إبراهيم آل مشافي، خلال زيارته لجمعية الفردوس بمحافظة القطيف، أن المؤسسة تعمل كذراع تطويري للقطاع، بمتابعة مباشرة من وزارة البلديات والإسكان، بهدف توحيد الجهود وتسهيل الإجراءات على ذوي المتوفين، انطلاقًا من الأهمية الشرعية التي أولاها الدين الإسلامي لسرعة إكرام الميت.
وأكد آل مشافي أن علاقة المؤسسة بالجمعيات الأهلية في مختلف المناطق هي علاقة تكاملية تهدف إلى الدعم والتمكين، وليست إشرافية.
رفع كفاءة وجودة الخدمات
ولفت إلى أن المؤسسة تعنى بتعزيز دور القطاع غير الربحي عن طريق دعم وتمكين الجمعيات المعنية وتفعيل العمل الخيري التطوعي ورفع كفاءة وجودة الخدمات المقدمة لخدمة المواطنين بأفضل الممارسات.
وأشار إلى أن مقياس النجاح الحقيقي للخدمات المقدمة ينعكس في مدى رضا ذوي المتوفى، الذين يعتبرون المستفيد الأول، حيث تركز المؤسسة على احتضان الأفكار المبتكرة ونقل التجارب الناجحة بدلاً من تقييم أداء الجمعيات بشكل مباشر.
وتسعى المؤسسة حاليًا إلى تطوير البنية التحتية والخدمات التقنية في المقابر، من خلال تحسين الأنظمة الأمنية وتوظيف التكنولوجيا لتسهيل إجراءات الزيارة والدفن، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة، وذلك بهدف ابتكار حلول عملية تخفف المشقة عن المشيعين وذوي الفقيد.
من جهته، رحب رئيس جمعية الفردوس لإكرام الموتى بالقطيف، حافظ الفرج، بزيارة وفد مؤسسة ”إكرام“، معتبراً إياها خطوة تمهيدية نحو تعاون أوسع ومناقشة مشاريع جديدة خلال زيارة موسعة مرتقبة سيشارك فيها مسؤولون ومستشارون من الوزارة.
وثمّن الدعم الذي تقدمه المؤسسة، واصفاً إياها بالشريك الرئيسي والممكّن الأول لجمعيات إكرام الموتى في المملكة.
منظومة متكاملة
وأضاف الفرج، أن هذا التقدير من مؤسسة ”إكرام“ هو تتويج لجهود متواصلة من فريق العمل والمتطوعين الذين يكرسون وقتهم لخدمة المجتمع في أصعب الظروف.
وبيّن أن الجمعية عملت منذ تأسيسها على بناء منظومة عمل متكاملة لا تقتصر فقط على تجهيز المتوفى ودفنه، بل تمتد لتشمل الدعم المعنوي واللوجستي لذوي الفقيد، وتوظيف التقنية لتبسيط الإجراءات، وهو ما جعل تجربة المستفيد أكثر سلاسة وإنسانية.
بدوره، أشاد وكيل رئيس بلدية محافظة القطيف للخدمات، المهندس علي المطرود، بالجهود التكاملية بين مؤسسة ”إكرام“ وجمعية ”الفردوس“، مؤكدًا أن النماذج المطبقة في المنطقة أصبحت تجارب مميزة تتنافس لتقديم أفضل خدمة.
وأشار المطرود إلى أن بلدية محافظة القطيف لا تكتفي بدور الداعم اللوجستي فقط، بل تعتبر نفسها شريكًا استراتيجيًا في تحقيق هذه الأهداف الإنسانية، حيث تعمل بشكل مستمر على تذليل أي عقبات إدارية أو فنية قد تواجه الجمعيات، وتسهيل تخصيص الأراضي وتطوير البنية التحتية للمقابر والمرافق التابعة لها، بما ينسجم مع خطط التنمية الشاملة ويرفع من جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، مؤكدًا أن هذه الشراكة النموذجية هي تطبيق عملي لمستهدفات رؤية المملكة في تمكين القطاع غير الربحي.