الحمد لله الذي أنعم علينا بنعم لا تُعدّ ولا تُحصى، ظاهرة وباطنة، في أنفسنا وأهلينا ومجتمعاتنا.
إن التأمل في حياتنا اليومية يُظهر لنا أننا نعيش في نعم عظيمة، لا يشعر بها كثير من الناس إلا إذا فقدوها. ومع ذلك، فإن من فضل الله علينا أن هذه النعم تحيط بنا من كل جانب، دون أن نطلبها أو نبذل جهدًا في تحصيلها.
الحياة التي نعيشها مليئة بالنعم، منها ما نراه بأعيننا ونشعر به يوميًا، ومنها ما نغفل عنه رغم وجوده المستمر.
نحن نغرق في نعم الله، لكن كثيرًا ما ننسى أن نحمده ونشكره عليها، إما لانشغالنا، أو لأننا اعتدنا وجودها حتى لم نعد نلاحظها.
إن من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا نعمة الإيمان، فبها تطمئن قلوبنا، ونتوجه إلى الله في الشدة والرخاء. ومن بعدها تأتي نعمة الصحة، فكم من مريض يتمنى العافية، ونحن لا نشعر بقيمتها إلا إذا فقدناها. كذلك نعمة الأمن والأمان، أن ننام ونحن مطمئنون في بيوتنا، لا نخاف على أنفسنا ولا على أهلينا.
الاعتراف بالنعم هو أول طريق الشكر، والله يقول في كتابه الكريم:
«وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» -إبراهيم: 7-.
فالشكر لا يكون بالكلام فقط، بل بالفعل أيضًا و أن نحسن استخدام هذه النعم في الخير.
هناك نعم لا نراها مباشرة، لكنها تحيط بنا، مثل نعمة العقل، والقدرة على التعلم، والفرص التي تأتينا في الحياة، حتى لو بدت بسيطة. كل تجربة، وكل شخص يقف معنا، هو من أوجه النعمة التي وهبنا الله إياها.
إن شكر النعم لا يكون بالكلام فقط، بل بالاعتراف بها في القلب، والثناء على الله بها باللسان، واستعمالها في طاعة الله، وخدمة الآخرين قدر المستطاع.
علينا أن نتوقف لحظة كل يوم لنتأمل كم من النعم نعيش فيها. فبالشكر تدوم النعم، وبالغفلة تزول. لنكن ممن يقولون بقلوبهم قبل ألسنتهم: «الحمد لله على كل حال، وفي كل حين».
nesreenfahad@yahoo.com