طرحت
الهيئة العامة للغذاء والدواء مشروع تعديل موسع على اللائحة السعودية الخاصة بالفيتامينات والمعادن المسموح باستخدامها في الأغذية، عبر منصة ”استطلاع“ حيث تقتصر التعديلات الجديدة على تحديد نسب الإضافة أو أنواع العناصر المسموح بها فحسب، بل تمتد لتغطي مختلف الفئات الغذائية من الحليب والألبان إلى حبوب الإفطار، والدقيق، وحتى مياه الشرب المعبأة والزيوت النباتية المعدة للطعام.
أهداف التعديلات الجديدة
تهدف الهيئة من خلال هذه التعديلات إلى رفع مستوى الصحة العامة وتقليل نسب الأمراض المرتبطة بنقص المغذيات الدقيقة، بما يتماشى مع التوجهات العالمية في مكافحة سوء التغذية وتحسين الأنماط الغذائية.
منحت اللائحة الحق للجهات المختصة في دول الخليج باتخاذ قرارات تتعلق بإلزامية إضافة بعض الفيتامينات والمعادن إلى الأغذية، وذلك كإجراء وقائي لتصحيح الحالة التغذوية للمجتمع.
وشددت الهيئة على أن الفيتامينات والمعادن يجب أن تُضاف إلى المنتجات الغذائية بصور قابلة للامتصاص في جسم الإنسان، ما يعني ضرورة الالتزام بالأشكال الكيميائية الفعالة بيولوجيًا لضمان الاستفادة منها.
استثناءات وشروط
أوضحت اللائحة المعدلة أنه لا يجوز إضافة الفيتامينات والمعادن إلى المنتجات الغذائية غير المصنعة مثل الفواكه والخضروات واللحوم والدجاج والسمك والعسل، حفاظًا على طبيعتها، كما أكدت أن جميع المنتجات المدعمة يجب أن تحتوي على الحد الأدنى من العناصر الغذائية الواردة في الجداول الفنية المرفقة مع اللائحة، بما يضمن ثبات القيمة الغذائية في مختلف العلامات التجارية.
تدعيم الحليب ومشتقاته
خصصت اللائحة مساحة واسعة لتفصيل نسب الفيتامينات والمعادن في منتجات الألبان والحليب، نظرًا لكونها من أكثر الأغذية استهلاكًا على مستوى المجتمع.
ونصّت على أن الحليب المبستر والمعقم والحليب طويل الصلاحية يجب أن يُدعّم بفيتامين «أ» بمقدار 200 وحدة دولية لكل 100 مل، إضافة إلى فيتامين «د» بمقدار 40 وحدة دولية لكل 100 مل.
وتتكرر هذه النسب في منتجات الحليب المنكّه، ومساحيق الحليب، واللبن وشراب اللبن، وكذلك الزبادي وحليب الماعز وحليب النوق المبستر، موضحة أن تدعيم الحليب والألبان كاملة الدسم بفيتامين «أ» سيكون اختياريًا، نظرًا لاحتوائها الطبيعي على نسب مرتفعة من هذا الفيتامين.
الحبوب ومنتجاتها
لم تغفل التعديلات أهمية حبوب الإفطار وحبوب الأرز المدعمة باعتبارها من الأغذية الأساسية للأطفال والشباب، فيما ألزمت اللائحة بوجود نسب دقيقة من فيتامينات المجموعة «ب» المختلفة مثل الثيامين، النياسين، الريبوفلافين، وحمض الفوليك، إلى جانب المعادن مثل الحديد والزنك والمغنيسيوم.
فعلى سبيل المثال، يجب أن تحتوي حبوب الإفطار على 2 مليجرام من فيتامين «ب1» لكل 100 جرام، و13,3 مليجرام من الحديد، و3,5 مليجرام من الزنك، أما حبوب الأرز المدعم، فيلزم أن تحتوي على 29 مليجرامًا من الحديد لكل كيلوجرام، إضافة إلى 75 ميكروجرامًا من حمض الفوليك.
وأوجبت الهيئة إضافة اليود إلى الملح باستخدام مركبات مثل يوديد البوتاسيوم أو يودات البوتاسيوم، لما لليود من دور رئيسي في الوقاية من اضطرابات الغدة الدرقية.
بدائل حليب الأم وتراكيب الرضع
أحد أبرز محاور التعديلات كان موجهًا إلى بدائل حليب الأم وتراكيب الرضع والأطفال، نظرًا لخطورة هذه الفئة العمرية وحساسيتها تجاه نقص المغذيات.
وحددت الجداول نسبًا دقيقة لعشرات الفيتامينات والمعادن مثل فيتامينات «أ، د، هـ، ك، ب1، ب2، ب3، ب6، ب9، ب12»، بالإضافة إلى المعادن الحيوية كالكالسيوم، الحديد، الفسفور، المغنيسيوم، الصوديوم، البوتاسيوم، اليود، السيلينيوم، الزنك، والنحاس.
ولم تكتفِ اللائحة بذكر الحد الأدنى المطلوب، بل حددت أيضًا الحد الأعلى المسموح به، بما يمنع أي مخاطر صحية ناجمة عن فرط الفيتامينات أو المعادن.
متطلبات أغذية الرضع المصنعة من الحبوب
شددت اللائحة على ضرورة ضبط محتوى الصوديوم في أغذية الرضع المصنعة أساسًا من الحبوب بحيث لا يتجاوز 100 مليجرام لكل 100 كيلو كالوري، كما ألزمت بأن تحتوي هذه الأغذية على حد أدنى من الكالسيوم والثيامين وفيتامينات «أ» و«د»، لضمان اكتمال القيمة الغذائية.
تدعيم دقيق القمح
يُعد الخبز
والدقيق من أكثر الأغذية استهلاكًا في المنطقة، ولذلك أولت اللائحة اهتمامًا خاصًا بتدعيم طحين القمح، فيما نصّت على ضرورة إضافة الحديد باستخدام مركبات محددة مثل كبريتات الحديدوز أو فومارات الحديدوز، وحددت نسب الإضافة بحسب معدل استهلاك الفرد من الدقيق يوميًا.
كما فرضت إضافة حمض الفوليك وفيتامين «ب12» والزنك وفيتامين «أ» إلى الدقيق، مع وضع حدود دنيا وعليا لكل عنصر غذائي، وأتاحت إمكانية إضافة عناصر أخرى مثل الثيامين والريبوفلافين والنياسين والبيريدوكسين والكالسيوم، بما يرفع القيمة الغذائية للدقيق بشكل متكامل.
مياه الشرب المعبأة
وفي خطوة جديدة، أدخلت التعديلات بندًا خاصًا ب مياه الشرب المعبأة، حيث سمحت بتدعيمها بالفلوريد في حدود تتراوح بين 0,5 و1,5 مليجرام لكل لتر، ويهدف هذا التدعيم إلى تعزيز صحة الأسنان والوقاية من التسوس، خاصة لدى الأطفال.
الزيوت النباتية المعدة للطعام
شملت التعديلات أيضًا الزيوت النباتية المخصصة للطبخ، إذ أجازت إضافة فيتامين «أ» بمعدل لا يقل عن 30 ألف وحدة دولية لكل لتر، وفيتامين «د» بمعدل 3 آلاف وحدة دولية لكل لتر، وتأتي هذه الخطوة استجابة لحاجة المجتمع إلى مصادر إضافية لهذه الفيتامينات، خاصة في ظل قلة التعرض لأشعة الشمس.
أهمية التعديلات للمجتمع
ستعمل الهيئة على متابعة التزام الشركات المصنعة والمستوردة بالتعديلات الجديدة من خلال آليات رقابية صارمة تشمل الفحص المخبري للمنتجات الغذائية، والتأكد من صحة المعلومات المدرجة على بطاقات التغليف، كما ستُفرض عقوبات على الشركات المخالفة، لضمان تطبيق المعايير بشكل كامل.