في الخامس من شهر سبتمبر ٢٠٢٥ تقدمت الصين بخطوة جريئة ولافتة في مسيرتها الدولية والتاريخية من مقاربة القضية الفلسطينية والتعاطي مع الشأن الدولي والفلسطيني من منطلق القوة الوازنة التي تؤثر مواقفها إجمالا في صناعة السياسية الدولية ومجرياتها.
الخطوة الصينية تمثلت في إعلان الصين عن عزمها الانضمام إلى إعلان نيويورك الشهير والذي تكمن أهميته بأنه يبين ببساطة لأعضاء المنظومة الدولية أن الحل الأمثل، والوحيد، والعملي المتاح لحل القضية الفلسطينية هو تطبيق « حل الدولتين» وغني عن الذكر الجهود السياسية، والدبلوماسية الجبارة التي بذلتها القيادة السعودية، والدبلوماسية الرصينة للمملكة العربية السعودية حتى أصبح مقل هذا المعطى عملا سياسيا مطروحا على طاولة البحث والنقاش، والحل في الأروقة الدولية وعبر منصات الأمم المتحدة. في الصين وحسب بعض وسائل الإعلام القريبة من التوجهات السياسية الصينية تقول أن مثل هذه الخطوة تتسق بشكل كبر مع المواقف التاريخية للصين بشأن القضية الفلسطينية وهو موقف يوصف في الصين بأنه موقفٌ ثابت وراسخ. ويعكس بصورة من الصور الالتزام العملي والأخلاقي للصين بحل الدولتين كأهم خيار إستراتيجي يمكن أن يحل هذا التعقيد السياسية البشري التاريخي في منطقة الشرق الأوسط.
وفي تقديرنا أن جزء من أهمية هذه الخطوة الصينية أنها تأتي في وقت تمر فيه القضية الفلسطينية بظروف صعبة وصعبة جدا وأن لا مناص من هذا الحل الذي سيؤدي بطريقة أوتوماتيكية إلى وقف كل الاعتداءات الإسرائيلية على أفراد الشعب الفلسطيني وبالتالي تبديد شبح الأزمة الإنسانية الطاحنة التي يتعرض لها الصغار، والكبار في غزة. الصين بهذه الخطوة تعزز، وتقوي من دورها السياسية، والدبلوماسي وتقدمها نفسها للمنظومة الدولية كبلد داعم ، ومحب للسلام وتقدم بشكل مباشر مساهمة للجهود الدولية التي تصب في هذا السياق وفي طليعتها الدورين السعودي، والفرنسي وهما الطرفان اللذان رعيا مؤتمر نيويورك لتفعيل حل الدولتين ولتشجيع أعضاء المنظومة الدولية على التباهي معه، والإقبال عليه. ويرى بعض المحللين الصينيين أن بلادهم بهذه الخطوة تساهم في إنجاح حل تهدية الصين لأطراف الأزمة المباشرين دون إنحياز لطرف دون آخر. يذكر أن الصين تقليديا وعبر دبلوماسيتها الهادئة حاولت في مناسبات عدة الموازنة في دعم ، وتشجيع الحق الفلسطيني ، وفي ذات الوقت حافظت على علاقات جيدة من الجانب الإسرائيلي ، هذا الأسلوب يرى فيه الصينيون توازناًلا يخل، أو يشوش على مبادى ومواقف السياسية الصينية الخارجية التي زاد تأثيرها في العقود القليلة الماضية.
salem.asker@gmail.com