كشفت وزارة الصحة أن السكتات القلبية تُعد من أبرز مسببات الوفاة حول العالم، حيث يموت في عام واحد فقط نحو 475 ألف شخص في الولايات المتحدة نتيجة الإصابة بها، فيما تشهد المستشفيات وخارجها أكثر من 350 ألف حالة سنويًا.
بينما تشير الإحصاءات إلى أن 55 بالمائة من العاملين لا تتوفر لهم خدمات أو تدريبات على الإسعافات الأولية، في أماكن عملهم.
الإسعافات الأولية
هذه الأرقام تسلط الضوء على الحاجة الماسة لتعزيز ثقافة الإسعافات الأولية وجعلها مهارة متاحة للجميع.
ويأتي الاحتفاء بـ اليوم العالمي للإسعافات الأولية في 13 سبتمبر من كل عام، وهو يوم أطلقه الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر منذ عام 2000م بهدف نشر الوعي العام بأهمية هذه المهارات، التي تمثل عنصرًا محوريًا في إنقاذ الأرواح في اللحظات الحرجة.
ويستند هذا اليوم إلى مبدأ إنساني نبيل تؤكده الآية الكريمة: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} ، ما يعكس القيمة الشرعية والإنسانية للإسعافات الأولية ودورها في صون الحياة.
تعلم الإسعافات الأولية
ويهدف هذا اليوم إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بضرورة تعلم الإسعافات الأولية، والتعريف بطرق التعامل مع الحوادث المنزلية والخارجية مثل الحروق والجروح والاختناق والإصابات الناتجة عن السقوط وحوادث السير.
بالإضافة إلى تشجيع الأفراد من جميع الأعمار على الالتحاق بالدورات التدريبية المعتمدة التي تقدمها الجهات الرسمية، مثل وزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر السعودي والجامعات ومراكز التدريب المتخصصة.
كما يسعى إلى جعل الإسعافات الأولية جزءًا أساسيًا من الثقافة اليومية، بحيث يصبح كل فرد قادرًا على التدخل السريع والفاعل في المواقف الطارئة.
أهمية الإسعافات الأولية
وقال رئيس الخدمات الإسعافية بالشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني عبدالعزيز الصمداني، في تصريحات لـ “اليوم”: إننا نقف جميعًا أمام حقيقة لا يمكن تجاهلها، وهي أن دقائق معدودة ووعي مبكر قد يصنعان الفارق بين الحياة والموت.
وأوضح أن الإسعافات الأولية تشكّل ركيزة أساسية في المنظومة الصحية الحديثة، ليس فقط داخل المستشفيات ومراكز الطوارئ، بل في بيوتنا ومدارسنا وأماكن عملنا وحتى على الطرقات.
وأشار الصمداني إلى أن قيادتنا الرشيدة أولت هذا الجانب عناية خاصة، وامتدادًا لتوجهات رؤية المملكة 2030 صدر قرار إدراج مادة “الإسعافات الأولية” ضمن المناهج الدراسية، في خطوة وصفها بـ “النوعية”، كونها تجسّد حرص سمو ولي العهد – حفظه الله – على بناء مجتمع واعٍ قادر على مواجهة التحديات وحماية الأرواح قبل وصول الفرق الطبية المتخصصة.
تعزيز ثقافة الإسعافات الأولية
وبيّن أن ما يُعرف بـ “الساعة الذهبية” عقب الإصابة أو المرض المفاجئ تمثل الفترة الأهم، حيث يزداد خلالها تأثير الإسعافات الأولية في رفع فرص النجاة والتعافي بعد توفيق الله، مؤكداً أن “المسعف الأول” قد يكون أي فرد من الأسرة أو أحد المارة، وليس شرطًا أن يكون محترفًا.
وأكد الصمداني أن تعزيز ثقافة الإسعافات الأولية بين أفراد المجتمع يعني بناء خط دفاع أول ضد الإصابات والحوادث، فإتقان مهارات أساسية مثل إيقاف النزيف، أو إنعاش القلب والرئتين، أو التعامل مع حالات الاختناق، يمكن أن ينقذ حياة إنسان ويصنع فارقًا لا يُقدّر بثمن.
وختم بالتأكيد على أن تعليم الإسعافات الأولية مسؤولية وطنية وإنسانية مشتركة، تتطلب تضافر الجهود من جميع القطاعات، حتى يصبح كل فرد قادرًا على أن يكون “المسعف الأول” عند الحاجة، مشددًا على أن الحياة أمانة، وحماية الأرواح واجب، ونشر هذه الثقافة هو الاستثمار الحقيقي في سلامة الإنسان.