هو خالع.. وهي مخلوعة!

كما أن ظاهرة الطلاق مزعجة وغير مرغوب في تناميها، كذلك حالات الخلع هي الأخرى منبوذة وغير مرحب بها.
الطلاق إذا كان لسبب مقبول يظل من الحلول، لكن النقد موجه لحالات الطلاق الغريبة التي تقع لأتفه الأسباب.
وكذلك الحال في الخلع.. فالخلع مخرج للمرأة التي تبتلى بزوج سيء الطباع، ناكر للعشرة، ليس له من الرجولة إلا اسمها وليس له من الأخلاق إلا رسمها.. لكن النقد موجه لحالات الخلع التي تكون لأتفه الأسباب، ولأصغر التبريرات.
وإذا كنا في حالات الطلاق نطالب الرجل بالصبر والحكمة، فكذا في حالات الخلع نطالب المرأة بالتأني والنظر في عواقب الخلع. ففي العلاقات الزوجية البيوت تُبنى بالصبر وتعمر بالمعروف وتهدم بكلمة طائشة، ومن استعجل الفكاك سيندم حين لا ينفع الندم.
وسائل التواصل اليوم، طافحة بأخبار «المخلوعات» اللاتي يخلعن لأسباب غير مقبولة، بعضهن متزوجة لها ثلث ونصف قرن ثم تطالب بالخلع لأن زوجها تزوج عليها وكأنه أتى بالكبائر، بعضهن تخلع زوجها بمجرد أن تتوظف حتى لو كانت وظيفة دنيوية لا تكفيها لكي «تريش» وتتربع على عرش الثراء.. بعضهن تخلع لمجرد أن الزوج المسكين قابلها برفض لبعض طلباتها التي لا تنتهي.. أخرى قد تخلع لمجرد بحثها عن شيء من الحرية أو نيلها لبعض الاستقلالية الهلامية..
في سيرة الملكة «إليزابيث» – ملكة بريطانيا- التي حكمت قرابة سبعين سنة، وسافرت وجابت العالم، وعاصرت أحداثاً عالمية.، وتزوجت من رجل أقل مرتبة منها من قبل أن تصبح ملكة واستمر زواجها إلى مرحلة الملك، ودام زواجها أكثر من 70 سنة.. ومع ذلك لم تخلع زوجها.. وبعض نسائنا إذا توظفت وظيفة صغيرة في «الاستقبال» بمستشفى أو «كاشيرة» في بقالة تحسب أنها حققت إنجازًاً عظيماً ونالت شرف الدنيا، فتأتي تطالب بالخلع.
بقي أن نقول:
تفاخر بعض بالنساء بخلع زوجها وربما احتفلت بالمخالعة، لكن تنسى أن الخُلْع في اللغة والشرع هو طلاق المرأة ببَدَل، وبهذا البدل تُخْلَع الزوجةُ من ذمة الزوج، فهي إذَنْ مخلوعة لا خالعة.
فيا عزيزي الرجل. إذا خلعتك زوجتك، فلا تبتئس من الخلع فأنت الرابح، فقد استفدت من كل إمكانيات المرأة مجاناً، ثم ردت إليك فلوسك، فاذهب تزوج أحسن منها جمالاً وأرجح عقلا، واترك المخلوعة تمضي إلى حتفها مختارة!.
قفلة:
قال أبو البندري غفر الله له:
فلتفرح من تشاء بخلعها، ولتحتفل كما تحتفل المخلوعات، لكن لتتذكّر أن مضمون حفلتها: «فلانة… مخلوعة لا ملكة»، فالخلع ليس وسام شرف للمرأة بل «ختم خروج بلا عودة».
alomary2008@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *