شهدت العاصمة الرياض اليوم انعقاد ملتقى الأعمال السعودي – الجنوب أفريقي، وذلك على هامش الدورة العاشرة للجنة السعودية–الجنوب أفريقية المشتركة، بحضور وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، ووزير التجارة والصناعة والمنافسة في جنوب أفريقيا باركس تاو، وبمشاركة واسعة من رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين.
وخلال الملتقى، أكد الجانبان على أهمية المُضي في تنفيذ خارطة الطريق المشتركة، وتوسيع آفاق التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والاجتماعية والثقافية، بما يعكس عمق العلاقات الثنائية ورغبة الطرفين في الانتقال بها إلى مستويات أكثر تكاملًا.
تعزيز العلاقات
أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية في كلمته الافتتاحية، أن هذه المنصة تأتي امتدادًا لمسار طويل من تعزيز العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا.
وأوضح أن السنوات الماضية شهدت بناء جذور قوية عبر التجارة والاستثمار والتبادل الثقافي، وهو ما يمثل رصيدًا مهمًا لمواصلة الاستثمار والدعم بما يحقق مصالح الطرفين.
تسهيل الشراكات
وأضاف أن إنشاء مجلس أعمال المملكة في أفريقيا كان محطة بارزة في هذا المسار، حيث شكّل آلية أساسية للحوار وتسهيل الشراكات الاقتصادية والتجارية ومعالجة احتياجات الشركات في كلا البلدين.
ولفت إلى أن اجتماع المجلس الناجح في جوهانسبرغ خلال أكتوبر 2024، أسفر عن نتائج ملموسة تمثلت في فتح قنوات جديدة للتعاون وتعزيز التجارة وإطلاق شراكات معمّقة بين القطاع الخاص في كلا البلدين.
وأشار الوزير إلى أن لقاء اليوم يأتي ليؤكد استمرار هذا المسار وتوسّع آفاقه، حيث تتعزز فرص التعاون والاستثمار بين المملكة وجنوب أفريقيا بوتيرة متسارعة.
وبيّن أن هذه الإمكانات تنبع من جانبين رئيسيين، أولهما ما تتيحه رؤية المملكة 2030 كخطة شاملة للتحول الاقتصادي؛ تفتح آفاقًا غير مسبوقة أمام الشركات الدولية في مختلف القطاعات، أما الجانب الثاني فيتمثل في التقاء هذه الرؤية مع الحاجة المتنامية للتعاون في مجالات حيوية مثل التعدين الذي يشهد طلبًا متزايدًا، إلى جانب قطاعات أخرى واعدة يمكن أن تسهم في تحقيق ازدهار مشترك يعزز طموحات البلدين ويدعم حضورهما الاقتصادي عالميًا.
تكامل القدرات
وأشاد وزير التجارة والصناعة والمنافسة في جنوب أفريقيا باركس تاو، بالشراكة الاقتصادية بين المملكة وجنوب أفريقيا، واصفًا إياها بالشراكة الواعدة المبنية على تكامل القدرات والإمكانات.
وأضاف أن المملكة تمثل بوابة بلاده إلى أسواق الشرق الأوسط، فيما تعد جنوب أفريقيا بوابة المملكة إلى القارة الأفريقية.
وأشار إلى أن بلاده تتطلع إلى توسيع التعاون مع المملكة في مجالات التجارة والزراعة والبنية التحتية، بما يسهم في نقل التقنية وتطوير القدرات البشرية والمالية والاستثمارية.
ويأتي هذا الملتقى امتدادًا للاجتماع الذي عقد في جوهانسبرغ عام 2024، والذي فتح آفاقًا جديدة للتعاون الثنائي، فيما يعكس اجتماع الرياض اليوم الإرادة المشتركة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، ويؤكد مكانة جنوب أفريقيا كشريك اقتصادي رئيسي للمملكة في القارة الأفريقية.
يُذكر أن العلاقات الاقتصادية بين المملكة وجنوب أفريقيا شهدت خلال الأعوام الأخيرة نموًا ملحوظًا تجسد في استثمارات استراتيجية وتدفقات تجارية متزايدة، شملت مشاريع في مجالات الطاقة المتجددة والبتروكيماويات والصناعات الزراعية، في حين بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين نحو 5.7 مليارات ريال في عام 2024، ما يعكس عمق الشراكة ويؤسس لتنويع أكبر في مسارات التعاون المستقبلية.