علمتني الصداقة أنها أجمل علاقة في العمر، وعلمني الحب ألا أكره من أحب، وعلمني الزمن أن المشاعر لا تقدر بثمن، وعلمني الإخاء أن أذكر كل أصدقائي بالدعاء وعلمني النسيان أن هناك أناس لا يستحقون النسيان، هم أنتم يا أصدقائي.
كلام جميل نابع من القلب والعقل والضمير، بالفعل الصداقة الحقيقية هي علاقة مودة صادقة ومحبة وإخلاص وعطف متبادل بين شخصين أو أكثر، فالصديق الحقيقي هو الكنز الذي لا يعوض، وهو الملاذ الذي نلجأ إليه وقت الضيق والشدة بعد الله سبحانه وتعالى.
يقول سيد البشر -عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم-: المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا وشبك بين أصابعه، «ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه».
فالأصدقاء الذين تربطنا بهم علاقة خاصة من الحب والمودة. تجعل حياتنا سهلة ومليئة بالسعادة. والأهم من ذلك أن الصداقة الحقيقية يكون معناها علاقة خالية من أي تعقيد، صداقة حقيقية تمكن الإنسان من أن يكون على طبيعته تماماً دون خوف من حكم الطرف الآخر عليه فيتقبله، ويجعله يشعر بالحب والقبول.
من مميزات الصداقة الحقيقية أن يبدأ الإنسان بنفسه، ويكون صادقاً في مشاعره ويملأ وجهه نور الصداقة الحقيقية وحضوره في حياة الإنسان من أهم الضروريات.
فالصداقة الحقيقية عندما يشعر الإنسان أنه صادق مع الآخر ودون أقنعة.. بالفعل وكما قيل: إذا كنت تمتلك الأصدقاء الحقيقيين فأنت غني.
وأيضاً من مميزات الصداقة الحقيقية، عدم لوم الصديق أمام الآخرين، بل شكره وإظهار ما يتميز به من صفات حسنة.
بالتأكيد ودون مبالغة، الأصدقاء الحقيقيون هم من يبقون دائماً معك عندما يرحل العالم كله عنك ويحافظون على الوفاء بالعهد والوعد الذي بينهم حتى عندما يختلفون في الرأي . هناك من يكون حضوره في حياتنا علامة فارقة، وهناك من يكون علامة فارغة، فلنختار الصديق الحقيقي، ولنحذر الصداقة المزيّفة.
لأن الصداقة الحقيقية كالعلاقة بين العين واليد إذا تألمت اليد دمعت العين وإذا دمعت العين مسحتها اليد.
وبالرغم من أن الصداقة الحقيقية كلمة قليلة الحروف، ألاّ أنها كثيرة المعاني الراقية ولم تكن يوماً سلعة تباع وتشترى، بل هي وطن بكل ما يحمله الوطن من معانٍ سامية وأهداف نبيلة وتفان وتضحية.
ولم تكن لحظة مجرد معرفة بين أشخاص وحفظ أسماء، وابتسامات وزيارات يتبادلها الأفراد فيما بينهم، إنما هي واحدة من أعظم الروابط الإنسانية التي يرغب الإنسان دائماً في وجودها بحياته.
كل إنسان وفقه الله لصديق مخلص هو من أسعد البشر على الأرض لأن مقومات نجاح الصداقة اختيار الصديق المخلص، «فالمرء على دين خليله».
فالصّديقُ الحقيقيّ، وطنٌ صغير بكل ما تعنية كلمة وطن.. ومرآةٌ صادقة.. ومأمنٌ بعد الله حين يجور الزمان لا قدر الله.
.aneesa_makki@hotmail.com