a.y.alothman@hotmail.com
في كل مجتمع يسعى للتطور، تأتي جودة الحياة في الترفيه كأحد الأعمدة لا كخيار. فحين نذهب للبحث عن لحظة فرح أو نشاط ترفيهي، لا يكون الهدف المتعة وحدها، بل الإحساس بالأمان والاطمئنان.
إن حادثة الإصابات الأخيرة في بعض الألعاب الترفيهية أعادت إلى الواجهة سؤالًا مهمًا: هل تكفي البهجة وحدها دون أن تكتمل بمعايير السلامة والجودة؟ فالمشهد الترفيهي لا يكتمل ببهجته إلا إذا كان محكومًا بمنظومة حماية متكاملة، تمنح العائلات الثقة، وتمنح الأطفال أمانًا وهم يركضون بفرح..
اليوم، ومع رؤية السعودية 2030، لم يعد الترفيه حدثًا عابرًا أو نشاطًا جانبيًا، بل أصبح مشروعًا وطنيًا يتداخل في تفاصيل حياتنا، ويمنحنا معايير جديدة للراحة والرضا. نحن لا نبحث عن ملاهٍ مؤقتة أو فعاليات عابرة، بل نبحث عن تجارب آمنة ترتقي بإنسانيتنا وتواكب تطلعاتنا.
فالجهود واضحة من كل الجهات، وفي مقدمتها هيئة الترفيه التي تحوّل مفهوم الفعاليات إلى منظومة متكاملة من الضوابط والمعايير، بحيث تصبح الفرحة مصحوبة بالثقة، والدهشة محاطة بالأمان. عندما نرى العائلات تتنقل بين الألعاب والأنشطة بثقة مطمئنة، ندرك أننا أمام تحول حقيقي يعكس وعيًا جديدًا بالمسؤولية.
بالإضافة لذلك فالجودة في الترفيه ليست مسؤولية جهة واحدة، بل هي وعد جماعي، من كل من يعمل في قطاع الترفيه من منظمي الفعاليات إلى القائمين على الرقابة والسلامة، بل تمتد إلى كل منظومة العمل الترفيهي والبلدي والتقني والصحي والأمني.
يشكّلون معًا حلقة واحدة في حماية هذه التجربة. فالمواكبة المستمرة للمعايير العالمية، وتوظيف التقنية في مراقبة الألعاب، واختيار الأنشطة بعناية، كلها أصبحت لغة المستقبل الذي نعيشه الآن.
لذلك، فإن دعوتنا اليوم ليست للفرح فقط، بل للوعي بجودة هذا الفرح. أن نطالب بأن تكون الألعاب آمنة، وأن تكون الأنشطة مصممة وفق معايير معتمدة، وأن يكون الترفيه عامل بناء لا عنصر خطر. فجودة الحياة ليست شعارًا في وثيقة، بل أسلوب حياة نحيا به ونُحاسب عليه.
في النهاية، جودة الحياة ليست ترفًا نلاحقه، بل التزام نعيشه. نريد أن نضحك بلا خوف، وأن نفرح بلا قلق، وأن نمنح أبناءنا لحظات سعادة محاطة بالأمان. هذه مسؤولية وطن، ورؤية قيادة، ومطلب مجتمع لا يقبل بأقل من الأفضل.