جوهر الكون

الإنسان جوهر الكون وقد سخر الله له هذا الكون بمخلوقاته وأنعم عليه بكنوزه وثماره و زوده بعقل من خلاله استطاع أن يفكر في تأمين نفسه وحمايتها عن طريق الأدوية التي تحارب الأمراض والأسلحة التي يدافع بها عن نفسه من هجوم قد يتعرض له في غابة أو بحر أو صحراء، وعندما نقرأ القرآن نرى كم هو الإنسان مقدرا عند الله فقد بعث الرسل لترشده إلى الصواب وسن القوانين لتنصفه وتحميه وجعل العقاب لمن يستحقه فريضة شرعية وأخبره أن مآل الأخيار الجنة والأشرار في النار.
حسنا ماذا لو كنت أنت عدو نفسك ولا يعرف خطاياك سواك، من سيحاكمك؟وهل ستنصف نفسك عند إطلاق الأحكام؟هل سترتقي بنفسك كما أراد لك الله وتنزهها عن كل ماينقصها أم ستستمر بمعاداتها عن طريق جرها للأخطاء؟
أنا على يقين تام إن الإنسان متى أراد وحده الكفيل بإسعاف نفسه إن جرها قبل ذلك في دهاليز الهلاك؛ فإن لم يرد لو عمل كل من حوله لتصويب خُطاه سيفشلون لأن كل وسائلهم لن تصل لغايته، قد يتأثر لأيام وينصلح حاله لشهور ولكنه لتلك الدهاليز سيعود لأن غايته بعد حين ستعثر كل وسائلهم.
وسأضرب مثلا على دهليز مظلم يُدخل الإنسان نفسه إليه بالصدفة أو بكامل قناعته ثم يستسيغ هلاكه وإن كان يراه نعيم، نعيم يحمل ملامح وعود المسيخ الدجال فجنته نار ونعيمه عذاب، الوقوع في فخ الإدمان بأنواعه الكثيرة كادمان القمار، شرب الخمر أو المخدرات يغير حال الإنسان من حال لحال وقد يُذهب هيبته ويجره رغم أنفه إلى مستوى لو كان واعيا لما على نفسه رضاه.
نعم الوقوع في هذه الظلمات أمر جلل وإن أراد الإنسان الخروج منها سيحتاج لقوة كبيرة نابعة من ذاته قد يعينه من هم حوله وأصدقاء الخير وبرامج دولته إن كانت كدولتنا الرشيدة التي تنظر للإنسان على إنه قيمة لابد أن تصان ولكن تبقى إرادته الأساس وتلك الإرادة ستتفعل بوصلتها وسترشده لطريق النجاة إن نظر لنفسه نظرة تقدير لاتقبل لذاتها الإهانة بأي شكل من الأشكال.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *