بين المشقة والنجاح خطوة اسمها: الاستمرار

يواجه طالب النجاح تحديات كبيرة وحرباً من أعداء النجاح فيحقق لهم مرادهم ويتوقف لأنه لم يستطع أن يتحمل.
يواجه بعض المعلمين بعض الطلبة المشاكسين فيتحطم ويتوقف عن رسالته التي إن لم تنفع المشاكسين ستنفع غيرهم ممن يستفيد من كلامه ويستحقه.
يتعب بعض الآباء والأمهات مع ابن أو ابنة فيتركون الجمل بما حمل ليزداد الانحدار انحداراً والضياع ضياعاً.
صاحب الرسالة يجب أن يصبر ويتحمل ويكون تخطيطه بعيد المدى إن كان يريد تحقق أهدافه في الدنيا وما عند الله أجمل وأطول مدى، خلود للناجحين فلا موت، ونعيم بلا نفاد.
عندما نقرأ سيرة سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم نجد مع أنه عندما واجه ما واجه من أهل مكة ثم من أهل الطائف حتى دخل مكة بجوار المطعم بن عدي لم يتوقف، ولم ير أنه بحاجة إلى استراحة محارب، بل استمر في رسالته، فقد وافقت عودته شهر ذي القعدة سنة عشر من النبوة ـ أواخر يونيو أو أوائل يوليو سنة 619 م ـ بداية قدوم قبائل العرب إلى مكة لحضور موسم حج العرب الذين لم يكونوا يتوقفون عن زيارة البيت الحرام وتعظيمه منذ إبراهيم عليه السلام.
لقد استغل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا التوافد القبلي على مكة في عرض الإسلام على هذه القبائل والأفراد، فكان يأتيهم قبيلة قبيلة يعرض عليهم الإسلام ويدعوهم إليه، كما كان يدعوهم منذ السنة الرابعة من النبوة، وقد بدأ يطلب منهم من هذه السنة ـالعاشرةـ أن يؤووه وينصروه ويمنعوه حتى يبلغ ما بعثه الله به، ومن القبائل الذين زارهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودعاهم وعرض نفسه عليهم: بنو عامر بن صَعْصَعَة، ومُحَارِب بن خَصَفَة، وفزارة، وغسان، ومرة، وحنيفة، وسليم، وعَبْس، وبنو نصر، وبنو البَكَّاء، وكندة، وكلب، والحارث بن كعب، وعُذْرَة، والحضارمة، فلم يستجب منهم أحد.
وردت عليه بنو حنيفة عندما أتاهم في منازلهم فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم نفسه، بِرَدٍّ هو أقبح ما يمكن، ومع ذلك لم يتوقف بل استمر.
إذن إن كنت تريد النجاح حقيقة ضع أمام عينيك أن كل توقف هو انتصار للمعوقات، وكل استمرار خطوة في طريق النجاح، ولذلك لا تتوقف مهما كانت الصعوبات، وما أكثر التحديات أمام المتميزين.
aldabaan@hotmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *