انطلقت بجدة فعاليات ”الملتقى الدولي الأول للموهبة في التعليم الجامعي“، والذي يسعى إلى تحويل الجامعات من مجرد بيئات أكاديمية إلى منصات حيوية تعمل على تحويل أفكار الطلاب الموهوبين إلى مشاريع ابتكارية وريادية ذات قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.
ويأتي الملتقى، الذي تنظمه جامعة جدة برعاية وزير التعليم يوسف البنيان، تحت شعار ”التعليم الجامعي.. صقل الموهبة“، ليؤكد على هذا التوجه الاستراتيجي.
رؤية السعودية 2030
وفي كلمته الافتتاحية، شدد صاحب السمو الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله بن مشاري، مستشار مؤسسة ”موهبة“، على أن هذا التحول يقع في صميم رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تمكين المبدعين وتحويل ابتكاراتهم إلى قيمة اقتصادية واجتماعية ملموسة.
وشهد اليوم الأول، الذي حضره نخبة من قيادات الجامعات والخبراء الدوليين والمحليين، نقاشات معمقة ركزت على بناء هذا الجسر بين الفكرة والتطبيق.
وتناولت الجلسات الحوارية السياسات والتشريعات اللازمة لإنشاء بيئة جامعية تحتضن المشاريع الناشئة، وتستعرض أفضل التجارب العالمية في ربط مخرجات التعليم الجامعي مباشرة بالاحتياجات المتنامية لسوق العمل وقطاع ريادة الأعمال.
ولترجمة هذه الرؤى إلى واقع عملي، قُدمت سلسلة من ورش العمل المتخصصة التي صُممت لتزويد المشاركين بالأدوات اللازمة.
تخصيص ورش للطلاب
وخُصصت ورش للطلاب ركزت بشكل مباشر على ”الانتقال من الفكرة إلى الابتكار“، وأخرى عن ”ريادة الأعمال“ وتوظيف ”الذكاء الاصطناعي“، بينما عملت ورش المعلمين وأولياء الأمور على بناء منظومة داعمة لصقل الإبداع وتنمية التفكير الابتكاري لدى الشباب.
وأجمع المتحدثون على أن تمكين الموهوبين من تحويل أفكارهم إلى مشاريع لم يعد خياراً، بل ضرورة حتمية لمواكبة التحولات العالمية، وضمان بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والإبداع.
واختتم رئيس اللجنة التنفيذية للملتقى، الدكتور يوسف دوبح، اليوم الأول بالتأكيد على أن الحوارات الغنية قد أرست أساساً متيناً لصياغة توصيات عملية، من شأنها أن تعزز هذا الدور الجديد للجامعات السعودية، وتجعلها محركاً رئيسياً لتأهيل جيل من المبتكرين القادرين على تحقيق تطلعات الوطن.