=في عالم القيادة، هناك قادة يكتفون بإصدار الأوامر وتوجيه التعليمات، وهناك قادة أندر لا يحتاجون إلى أوامر مكتوبة ولا إلى تعاميم رسمية، لأن أثرهم وحده يكفي ليحرك مجتمعاً كاملاً، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «يحفظه الله»، يقود بالفعل قبل القول.
في حملة التبرع بالدم التي قام بها سمو ولي العهد، لم يكن هناك إلزام لأحد ولم تُرفع شعارات رسمية، لكنه تقدّم بنفسه وجلس على كرسي التبرع ثم أُعلن ذلك للناس، فكان إلهام للشعب السعودي بكافة فئاته الاقتداء بخطوته المباركة، فتدفّقٓ أمراء المناطق والوزراء والمسؤولون والموظفون ورجال الأعمال والأفراد للمشاركة في التبرع، دون أوامر أو دعوات، بل بدافع التأثر بالفعل الصادق.
لقد تحوّل فعل بسيط إلى رسالة عظيمة، وتحولت المبادرة الشخصية إلى تيار وطني شارك فيه الجميع، في مشهد لخص جوهر القيادة بالأثر، القائد الذي يعيش قضيته ويمارسها بنفسه لا يحتاج إلى خطابات طويلة ولا إلى عبارات رنانة، يكفي أن يبدأ وسيتبعه الناس، لأنهم يرون فيه الصدق والإيمان بالفعل قبل القول، وهذا الموقف ليس استثناءً، بل هو نموذج متكرر فسموه «يحفظه الله»، حاضر في المشهد دائماً، يعيش بين أفراد شعبه، يشاركهم تطلعاتهم وأحلامهم وتحدياتهم، ويقف معهم في أفراحهم وأتراحهم، لم يعزل نفسه خلف الأسوار، بل اندمج في تفاصيل الحياة اليومية ليشعر المواطن أن قائده يشاركه الطريق والهدف، وأن الرؤى الوطنية ليست حبراً على ورق، بل واقع يُعاش، ولهذا أصبح حضوره في القلوب قبل أن يكون في الصور والشاشات.
وما يزيد هذا الأثر عمقاً أن سمو ولي العهد «يحفظه الله» يضع المواطن السعودي في مكان التقدير الأول، مؤكداً أن الشعب هو مصدر القوة الحقيقية ورصيد العزة والكرامة في مملكتنا.
وبدوره لم يخيّب الشعب السعودي ثقة قائده، فأثبت معدنه الأصيل بحبه لوطنه ودفاعه عنه، واستلهم الرؤية لينافس عالمياً، فحصد المراكز الأولى في ميادين متعددة.
اليوم نرصد حضور المملكة العربية السعودية، في كل مجال بفضل الله أولاً، ثم بفضل هذه القيادة الشابة التي حوّلت الأحلام إلى مشاريع تُبصر النور كل يوم، قائدنا لم يقُد بالشعارات، بل قدّم نفسه قدوة في الإقدام وصناعة الأمل، وفتح أمام السعوديين مسارات جديدة، وأثبت أن المستحيل كلمة لا مكان لها في قاموس هذا الوطن، إنها قيادة تُترجم الأفعال قبل الأقوال، وتبني وطناً عظيماً على أساس الثقة المتبادلة بين القائد وشعبه.
dhfeerif@gmail.com