توفير 10 مليار ريال.. 72% انخفاضًا بوفيات الحوادث المرورية في الشرقية – عاجل

حققت لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية، إنجازات نوعية، منذ تأسيها في العام 2012، انعكست على مؤشرات الحوادث المرورية، وتمكنت من خفض معدل الوفيات بنسبة 72%، وتقليص الإصابات البليغة بنسبة 76%.

وقال أمين عام اللجنة عبدالله الراجحي: إن هذه النتائج تحققت بفضل الله، ثم تكامل الأدوار بين مختلف الجهات المعنية، وتضافر الجهود المشتركة، ما أسهم أيضًا في توفير ما يزيد على 10 مليارات ريال من التكاليف المرتبطة بالحوادث.

منجزات السلامة المرورية في الشرقية

وأشار الراجحي إلى أن اللجنة اليوم تعمل وفق استراتيجية محدثة لمدة عشر سنوات بدأت عام 2023 وتنتهي عام 2033 تهدف إلى مواصلة ريادة المنطقة في مجال السلامة المرورية، والوصول إلى المستهدفات الوطنية المتعلقة بخفض معدلات الوفيات والإصابات البليغة بحلول عام 2030، بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية.

وبيّن أن ما تحقق من منجزات جعل المنطقة الشرقية محط اهتمام منظمات محلية ودولية، من بينها منظمة الصحة العالمية التي وثّقت الجهود في تقريرها حول السلامة المرورية في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وبحسب الراجحي، حققت المنطقة الشرقية بنهاية عام 2024 المركز الأول على مستوى مناطق المملكة بأقل معدل وفيات حيث سجلت الشرقية 8,7 حالة وفاة لكل 100 ألف نسمة بعد استيفائها 12 معيارًا من أصل 17 معيارًا وطنيًا في مجال السلامة المرورية.

تعزيز محاور السلامة المرورية

وشملت المعايير مجالات الهندسة المرورية، والضبط المروري، والتوعية، والتعليم، والاستجابة الطارئة، وذلك ضمن نموذج عمل تكاملي بقيادة سمو أمير المنطقة الشرقية.

وأضاف: تمكنت اللجنة خلال السنوات الماضية من إطلاق عدة برامج ومبادرات لدعم مستهدفات الاستراتيجية، أبرزها جائزة التميز لمحافظات المنطقة الشرقية التي دشنها سمو أمير المنطقة الشرقية رئيس لجنة السلامة المرورية عام 2024.

وبدأت أعمالها عام 2025 بهدف تعزيز التنافس بين المحافظات في تطبيق استراتيجية اللجنة، وفق 9 معاييرتحدد المحافظة الفائزة والتي سوف يعلن عنها مطلع عام 2026، وتعد الجائزة الأولى من نوعها وطنيًا في تعزيز محاور السلامة المرورية «الضبط، الهندسة، التوعية، الاستجابة الإسعافية».

وسعت اللجنة إلى إنشاء برنامج ”قيادتي“ الموجه لتوعية السائقين عبر محتوى تعليمي متوفر بأكثر من 6 لغات إضافة إلى لغة الإشارة، واستفاد منه أكثر من 228 ألف مستخدم.

إصلاحات الطرق في الشرقية

وفي جانب التحفيز، قدّمت اللجنة جائزة السائق المثالي برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، بجوائز تتجاوز 500,000 ريال، وتتميز بانفتاحها على جميع فئات المجتمع والقطاعات، مما أسهم في نشر ثقافة القيادة المثالية، وفي نسختها الأخيرة لعام 2025 تمت إضافة سائقي الدراجات النارية لشركات التوصيل ضمن جهود تحسين السلامة المرورية بالمنطقة.

وأكمل الراجحي أن العمل التكاملي والتنسيقي بين أعضاء اللجنة، كان له أثر كبير في إطلاق عدد من المبادرات النوعية، التي ساهمت في تحسين أرقام المنطقة الشرقية، حيث واصلت ”أرامكو“ السعودية – الشريك الاستراتيجي للجنة السلامة المرورية – دعمها، وساهمت في تحسين مستوى السلامة على الطرق.

واستطرد: كان من أبرز المبادرات إطلاق كرسي أرامكو السعودية للسلامة المرورية الذي بدأت انشطته عام 2013، وحقق إنجازات متعددة شملت إنشاء برنامج بكالوريوس في هندسة النقل والمرور بجامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، وإعداد أكثر من 70 دراسة، وتنفيذ 22 ورشة تدريبية، إضافة إلى إصدار كتاب متخصص في تحقيق حوادث المرور.

معايير السلامة على طرق المنطقة الشرقية

وفي إطار تعزيز معايير السلامة على طرق المنطقة الشرقية، نفذت اللجنة بالتعاون مع أعضائها، مبادرة ”الطريق الآمن“، بطول 80 كيلومترًا من الظهران حتى الأحساء، ليكون نموذجًا يحتذى به للسلامة المرورية.

وشملت أعمال المبادرة تركيب 40 جهاز ضبط، وإنشاء حواجز كابلات بطول يتجاوز 10,000 متر، واستبدال حواجز الحماية لأكثر من 2,400 متر، والسياج الجانبي لأكثر من 7,000 متر، إلى جانب تحسين مداخل محطات وزن الشاحنات وتكثيف الضبط على 25 كيلومترًا، بالإضافة إلى تحسين مستوى السلامة حول 70 مدرسة بالتعاون مع وزارة التعليم وأمانة المنطقة الشرقية، وهو ما دفع وزارة التعليم لتبني التجربة وتعميمها في مناطق أخرى بالمملكة.

وفي ملف الضبط المروري، دعمت ”أرامكو“ السعودية مشروع تطوير منصة تفاعلية لتحليل الحوادث الجسيمة بالمنطقة الشرقية، تتيح للجهات المختصة الوصول لبيانات دقيقة ودعم اتخاذ القرارات يعمل بنظام متطور لاكتشاف النقاط السوداء، مكّن الجهات المعنية من رصد نحو 160 موقعًا خطِرًا خلال عامي 2022 – 2023، ومعالجتها إما هندسيًا أو ضبطياً، مما رفع من كفاءة التدخل السريع وتحسين مستوى سلامة الحركة المرورية.

الاستراتيجية المحدثة للسلامة المرورية

وبيّن الراجحي أن اللجنة، وبالتعاون مع الهلال الأحمر السعودي، عملت عام 2022 على تقديم تقنية خاصة تسمح لطاقم سيارة الإسعاف من فتح الإشارات الضوئية قبل الوصول إليها بـ 800 متر؛ بهدف تفادي تجاوز المركبات للإشارات الضوئية الحمراء، ورفع كفاءة الاستجابة للحالات الطارئة، مشيرًا إلى استخدام التقنية في 20 تقاطعا تشكل أعلى التقاطعات ازدحامًا في حاضرة الدمام و15 مركبة إسعافية.

وقال الراجحي بأنه بعد مباركة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية ورئيس لجنة السلامة المرورية، بدأت اللجنة العمل على الاستراتيجية المحدثة للسلامة المرورية للعشر سنوات القادمة، والتي تنتهي بحلول عام 2033، بعد التوافق عليها من جميع أعضاء اللجنة ومواءمتها مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وتابع: جرى تطويرها بمشاركة كافة الأعضاء وبتمويل من أرامكو السعودية، وتتضمن خطة العمل التنفيذية عدد 91 مبادرة ترتكز على محاور رئيسية تشمل هندسة الطرق والبنية التحتية، إدارة الحركة المرورية، سلوكيات مستخدمي الطريق، المركبات، والاستجابة الإسعافية، إضافة إلى ممكنات داعمة أبرزها: السياسات واللوائح التنظيمية، الضبط المروري، التوعية والتعليم، التقنية والبيانات، بناء القدرات، مشاركة القطاع الخاص، والتمويل.

الحوادث المرورية في الشرقية

ووضعت الاستراتيجية مستهدفات دقيقة للحد من الحوادث، أبرزها الانخفاض في معدل الوفيات إلى 4 حالات وفاة و17,8 إصابة بليغة لكل 100 ألف نسمة في المنطقة الشرقية بحلول عام 2030، مقارنة بالحد الأعلى الوطني البالغ 5 وفيات لكل 100 ألف نسمة.

يُذكر أن المنطقة الشرقية، قبل عام 2012، كانت تُصنف على أنها من أعلى مناطق المملكة في معدل الحوادث المرورية والوفيات، الأمر الذي شكّل تحديًا حقيقيًا، للحفاظ على الأرواح والممتلكات، ولذلك كان تأسيس لجنة السلامة المرورية بالمنطقة الشرقية، كأول لجنة على مستوى المملكة.

واستقطبت اللجنة شركة متخصصة في مجال إعداد إستراتيجيات السلامة المرورية، والتي قامت مع فريق عمل الأمانة العامة للجنة بإعداد إستراتيجية السلامة المرورية لمدة عشر سنوات تنتهي بنهاية عام 2022م.

البيانات التاريخية للحوادث

وتخلل إعداد هذه الاستراتيجية جمع البيانات التاريخية للحوادث لمدة 3 سنوات وإدخالها في نظام إحصائي مطور، وتكمن أهمية هذه العملية في تحليل وضع السلامة المرورية في ذلك الحين، وتحليل الفجوات، وربطها بمستهدفات الإستراتيجية.

وبناءً على ذلك، تم وضع خطة عمل واضحة المعالم لجميع أعضاء اللجنة، وتحديد الهدف الإستراتيجي، وهو خفض الحوادث الجسيمة بالمنطقة الشرقية بنسبة 30% خلال عشر سنوات، إلا أن اللجنة تجاوزت هذا الهدف خلال الخمس سنوات الأولى.

وحققت انخفاضًا بنسبة 41%، ما حتم عليها تعديل مستهدفاتها وجعلها أكثر تحديًا خلال الخطة الخمسية الثانية، والتي بدأت في عام 2017، وكان هدفها الإستراتيجي الوصول إلى خفض الحوادث الجسيمة بنسبة 70% بنهاية عام 2022م.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *