في فبراير الماضي من هذا العام، وخلال منتدى مستقبل الاستثمار السعودي «FII» الذي عُقد في مدينة ميامي الأمريكية، أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالتحول الكبير الذي تظهره الرياض للعالم، واصفاً السعودية «بالمكان الخاص والمميز بقادة مميزين»، وفي ذات المنتدى أبدى عدد من المتحدثين من الخبراء الدوليين إعجابهم بسرعة عجلة التطور والنمو الاقتصادي الذي تشهده المملكة، وعلق أحد الخبراء بأن هذا البلد يعتبر «أمة ناشئة في حركة مستمرة». العديد من المراقبين والتقارير الإعلامية العالمية تصف الرياض بأنها تتحول بسرعة إلى مركز إقتصادي وسياحي وثقافي ورياضي كواحدة من أهم المدن في الشرق الأوسط.
الرياض التي شهدت خلال السنوات القليلة الماضية نمواً متزايداً في المشاريع الضخمة والنوعية، واستضافتها لأحدث كبرى جعلها محط أنظار الإعلام العالمي، ونقطة جذب كبيرة للمستثمرين الأجانب ضمن مبادرة برنامج جذب المقار الإقليمية للشركات العالمية، وهو مشروع طموح يهدف إلى المنافسة الإقليمية والعالمية، فمشاريعها الاستراتيجية والاحداث الكبرى التي أعلنت عنها مثل استضافة إكسبو 2030، كأس العالم 2035، استضافة سباقات الفورمولا 1، مشروع الرياض الخضراء، مترو الرياض، القدية، والرياض آرت، وحديقة الملك سلمان -المشروع الضخم- تمنحها مكانة وقوة إقليمية متكاملة لتصبح ضمن اهم المدن الاقتصادية في العالم، وهو مشروع طموح بدأت ملامحه عام 2016 ضمن رؤيتها المستقبلية 2030.تجاوزت الرياض طموحها الإقليمي إلى مدينة عالمية صاعدة، وواجهة اقتصادية وسياحية وثقافية، وهو انعكاس لما تتمتع به المملكة من مقومات اقتصادية وبنيه تحتيه واستثماريه مميزه تمنح الرياض القدرة على تحقيق مزيد من الإنجازات والفرص والاستقطابات الاستثمارية في ظل توجه حكومة المملكة إلى تعدد مصادر الدخل من الاعتماد على النفط إلى اقتصاد متنوع حيوي، ومن مركز محلي يدعم التنمية المستدامة الداخلية لعقود طويلة إلى مركز إقليمي مهم ومؤثر يمنحها قوة اقتصادية ضمن أهم المدن الاقتصادية في العالم اعتماداً على الثورة التقنية الحديثة التي تمتلك الرياض قدرات تقنية عالية، وتوظيفها لصالح مشاريعها المستقبلية، فالمعرفة والابتكار عوامل رئيسية لتحقيق مستهدفاتها.
ولتحقيق هذا الطموح الاستراتيجي؛ قدمت الرياض نفسها للعالم على انها مدينة صاعدة بفعل الاستثمارت والبنية التحتية المتطورة التي تمنحها قدرة على المنافسة الإقليمية والعالمية بثقة كبيرة، وبفعل التغيير المجتمعي والثقافي الذي تعيشه المملكة والذي يتمثل في الانفتاح الثقافي والفني والرياضي، وهي خطوة متقدمة في إعادة تشكيل مدينة عصرية تتمتع بمقومات حضارية متميزة ومتطورة قادرة على مواكبة التطورات العالمية الحديثة تنافس فيها كبرى العواصم العالمية، وتقدم نفسها نموذجاً رائداً في النمو والازدهار الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، في وقت أصبحت فيه عملية التنمية المستدامة حاجة أساسية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للمدن الطموحة للوصول إلى أفضل المستويات والتصنيفات العالمية في مختلف المجالات والقطاعات.
khaledaldandani@gmail.com