راحة البال!

ثق تماما انه لا شيء له قيمه، وحتى يسوى شيء في ميزان حياتك! أبدا ولا شئ، ليضاهي وجع القلب والدماغ، وضيقة الخلق الذي تعانيه، والكدر الذي ينتابك.
أقدم بنفسك، إن وجدت الفرصة باحثا عن راحة البال، وليكن في أي مكان وزمان، فلا تتردد ولا تتريث، وإن وجدت مناسبة سانحة لنسيان معاناة فلا تتردد! حتى لو أنت إن شاء الله تذهب جالسا تحت ظل شجرة. فأنت وحدك، وليس غيرك، الذي يجب أن يبحث عن نفسه بنفسه، بأي بقعة في الأرض! أو حتى ثقب في حائط تجئ منه الراحة والضوء.
هنا راحة البال التي هي تأتي كحالة من السلام الداخلي، والطمأنينة النفسية تشعر بها عندما تكون متصالحًا مع نفسك أو مع الآخرين، كل ذلك بعيدًا عن التوتر والقلق والحزن. إنها حالة شعورية من التوازن العاطفي والذهني تجعل الشخص منا قادرًا على مواجهة التحديات اليومية بثقة وهدوء وصبر.
نحن جميعا نحتاج إلى تحقيق شعور سامي بالسعادة والرضا والامتنان. نحن نحتاج أن نكون ليس أكثر هدوءا نفسيًا فقط، بل أكثر قدرة على التركيز والإبداع والإنتاج. فعلا نحن بحاجة إليها لنقلل التوتر المزمن الذي غزى أجسادنا بالأمراض.
فلنكن أكثر تفاعلا وإيجابية في علاقاتنا مع الآخرين، ونطرد ثقافة السلبية المقيتة، والحقد والحسد، لنعش مع الآخرين بسلام ووئام.
هناك أساليب مختلفة تحقق راحة البال، وتساعد على تصفية الذهن وهي كثيرة، أهمها؛ الإيمان بالله.
نجد أن التوكل عليه والثقة برحمته، والإكثار من ذكره والاستغفار له، وأداء العبادات والطاعات في وقتها والمداومة عليها، والشكر له -سبحانه وتعالى- أولا وأخيرا على عطاياه، والامتنان والرضا والقناعة بما قسم الله لك به. نحن جميعا بحاجة إلى نوع من التركيز على الأمور الإيجابية في حياتنا ولا غيرها. ونبعد أنفسنا عن مواطن السلبية كانت في محيطنا الاجتماعي أو الشخصي، حاول أن تبحث عن مكان هو ملجؤك، وترى فيه راحتك وهدؤك النفسي. ولا تقارن نفسك بالآخرين، بل حدد هدفك وركز عن ما تريد تحقيقه، والتي هي رغبتك وسر وجودك.
خلاصة القول: لا تتعلق بشيء أكثر مما ينبغي، وفوّض أمرك لله، واعمل واجتهد دون القلق من النتائج. الرضا بما نملك والقناعة والإيجابية في ما نتعامل به، هي مفتاح حقيقي لراحة البال. فهي ليست مجرد هدف، بل هي أسلوب حياة يتطلب مزيجًا من القيم والسلوكيات، التفكير السليم، والإيمان العميق.
akuwaiti@iau.edu.sa

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *