خط الغاز بين روسيا والصين.. ضربة لطموح أمريكا للهيمنة على الطاقة

في أول يوم له في منصبه، تعهد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بترسيخ هيمنة الولايات المتحدة على قطاع الطاقة العالمي. إلا أنه بعد مضي 7 أشهر، اصطدم هذا الطموح بالتحالف بين الصين وروسيا؛ اللتين وجهتا مؤخرًا ضربة موجعة لقطاع الغاز المسال الأمريكي.

لسنوات، طمحت موسكو في إنشاء خط أنابيب غاز ضخم جديد لتوسيع صادراتها شرقًا، وبدأ هذا الطموح يتجسد على أرض الواقع عبر مشروع “قوة سيبيريا 2″، والذي سيحمل الغاز الروسي إلى الصين ومناطق شرق آسيا.

التقاء المصالح

يقول ميخال ميدان، رئيس قسم الشؤون الصينية في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة: “الرسالة الجيوسياسية لها دلالة. فروسيا بحاجة إلى مشترين لغازها، ولطالما روجت لتوجهها شرقًا. أما الصين فهي تريد اتخاذ إجراءات تحوطية ضد الغاز المسال الأمريكي، والنظام المالي لواشنطن.”

توقيت المشروع لم يأت مصادفة. فقرار الصين شراء المزيد من الغاز الروسي – أو على الأقل إتاحة هذا الخيار – يأتي بعد أن فرض ترامب رسومًا جمركية شاملة على بكين، فيما ردّ نظيره الصيني شي جين بينج برسوم على واردات بلاده من الغاز المسال الأمريكي.

ولم يستورد المشترون الصينيون غازًا أمريكيًا منذ أكثر من 6 أشهر، وهذه أطول فترة انقطاع منذ الحرب التجارية السابقة، في ولاية ترامب السابقة.

الرسالة السياسة أهم من المال

لإتمام الصفقة، من المرجح أن تضطر روسيا إلى قبول أسعار منخفضة للغاية تقترب من مستويات الأسعار المحلية الصينية، وفقًا لتاتيانا ميتروفا، خبيرة أسواق النفط والغاز الروسية.

وهذا يعني أن الجدوى الربحية للمشروع قد تكون محل شك، ولكن بالنسبة لموسكو، فإن إثبات استمرار امتلاكها منفذًا كبيرًا للتصدير على المدى الطويل أهم عندها من هوامش الربح.

وعلى الطرف الآخر من الصفقة، تريد الصين أن تثبت أنها لا تحتاج إلى كميات إضافية من الغاز الأمريكي لتلبية طلبها المستقبلي. وهذا ما سيُقلق البيت الأبيض ومصدّري الغاز الأمريكيين.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *