الكلمات التي تخرج بصورها المختلفة من أحاديث وحوارات يومية بين البشر تبنى على عدة مقاييس وتختلف بحسب اختلاف ثقافة المتحدث والموضوع الذي يتناوله وأسلوبه في الطرح وإيصال المعلومات للطرف الآخر.. وتجد إن بعض الناس،يلُتُّ، الكلام لتًّا ويعجنه عجنًا، فتُصاب أثناء حديثه بالدوار والأسقام، فلا أنت حدَّدتَ مشكلته معك، ولا هو كان صريحًا فأفحمك!! واللتُّ كما تقول المعاجم: «من لتّ الشَّخْصُ»: تكلَّم كثيرًا دون فائدة، ويقال: «فلان يَلُتُّ ويَعْجِن»: إذا كان ثرثارًا يُبْدئ ويُعيدُ فيما يقول- أكثر من اللَّتّ والعَجْن في الموضوع نفسه.
وأسباب اللتّ كثيرة، منها الهروب من المواجهة والأفكار المباشرة لليقين الداخلي بأنه لا مشكلة أصلًا يمكن تحديدها أو تكون بمبدأ «خذوهم بالصوت»؛ لأن اللتّ قد يصاحبه صوت عالٍ يهدف لإسكات الخصم إسكات التهدئة وليس الاقتناع بالحديث، ويمكن أن يكون سمة في الأشخاص ذوي «النفَس الطويل»، فحتى يوصلوا الفكرة المُرادة يمرُّون في طريقهم لأميال من المسافات والمطبات والطرق والإشارات!
ولعل اللتَّ قد يصدر من نمَّام أو «مشكلجي» يحاول أن يوقعك بمصيبة!
وقد يكون الطحن داخليًّا ذاتيًّا يُصاب معه الشخص بالوسواس فيتوهم ما لا يحصل، وربما يكون «الّلتّات» الحقيقي هو شيطانه الكامن في داخله، فهو يوسوس ويزيّن ما لا يحمد حتى يقوده للجرائم والسجون، وكم في السجون من طاحن لنفسه ولاتّ!
بالنهاية.. لا تخرج عن السياق بكثرة اللت والعجن بل كن واضحا بسيطا منطقيا في الطرح لتجد من يصغي لك ويجد من حديثك ما يفيد.
gan_eah@hotmail.com