عاداتنا اليومية قبل وبعد الإجازة

ها هي عجلة الدراسة عادت لتدور في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية بعد إجازة أمضاها البعض في السياحة الداخلية، والبعض الآخر في السياحة الخارجية. وحتى من لم يكن لهم إجازة بحكم طبيعة عمله، لا شك أن روتين حياته قد تأثر خلال هذه الفترة الماضية.. فليس الصيف بما يحمله من فعاليات ترفيهية واجتماعات عائلية وأوقات أسرية يشبه غيره من الأوقات.. وقد يكون الهاجس عند الأغلبية هو كيف يمكننا أن نعيد دفة الحياة إلى الاتزان ما قبل تلك الإجازة ؟ ولكن برأيي الأهم من هذا هو أن نسأل أنفسنا هل فكرنا في عاداتنا اليومية ومراجعتها وسبيل تحسينها ؟
الكثير من عاداتنا اليومية تغيرت خلال فترة الإجازة، فعلى سبيل المثال هناك من اكتشف في نفسه ما لم تتح له سرعة الحياة ومشاغلها التعرف عليها، ومن نتائجة الإيجابية الاستغناء عن بعض السلوكيات.. ودعوني أتوقف قليلا عند أحد أهم عاداتنا اليومية، ألا وهي شرب القهوة.. ومع عشقي للقهوة إلا أنني «كنت» لا أملك جهازا مختصا لإعدادها، فشراؤها من المقهى كان أسهل وأسرع.. واتضح لي مع وجود بعض الوقت خلال الصيف أن في إعدادها لذة مختلفة، فأنت تعدها بيديك بحب، وتعرفت على أنواع الحبوب الفاخرة، والألوان المتعددة لتحميص حبوبها حتى يتم الحصولُ على النّكهة اللذيذة، التي تتناسب مع طقوسك، لذا، قررت شراء جهاز بعد البحث عن منتجات مختلفة وذلك بهدف الاستمتاع بقهوتي في كل وقت وللتوفير، فقد استُنزفت الميزانيات من أكواب القهوة اليومية ومع ذلك تمكنت من إعادة التوازن لهذا النظام.
وبعد انقضاء أيام الاجازة والعودة لروتين الحياة اليومية العملية أخذت عهدا على نفسي أن استمرّ في قصة المتعة والشغف التي تصاحب إعداد القهوة قبل تناولها.. وذلك بسبب ما لمست عبر تلك التجربة من عدة فوائد مرتبطة بالاطمئنان على مكوناتها من ناحية النوع المستخدم ووزنية الإعداد بحيث تكون حقا ملائمة لذائقتك في ذلك الوقت أو اليوم، فمذاق القهوة التي ترغب تناولها والمقادير المستخدمة فيها تتغير من شخص لآخر وكذلك من يوم لآخر عند نفس الشخص.. أمر آخر يعتبر أحد المحفزات الإيجابية في أن تستمر بإعداد قهوتك المفضلة لنفسك هو الجوانب المرتبطة بالتوفير الاقتصادي حيث أن توفير الماكينة والمكونات الضرورية لإعداد القهوة، وإن كان مكلفا في أول خطوة إلا انه ومع مرور الأيام يكون الخيار الأفضل من الناحية الاقتصادية لمصروفاتك.
كثيرة هي الأمور المهمة والبسيطة في ذات الوقت، التي يمكن اكتشافها خلال فترة قصيرة من الهدوء والبعد عن دورة الحياة الصاخبة والتي تساعدنا على إعادة التوازن في حياتنا بشكل أفضل ينعكس على أدائنا سواء في العمل أو الحياة الاجتماعية ليكون النجاح هو العنوان العريض -بإذن الله-.
rm_aldossary@hotmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *