جائزة أفضل حضور «عطلة»

تغليظ العقوبة ليس أسلوبا ناجحاً على الدوام لعلاج المشكلات، خاصة ما يتعلق منها بسلوك الأطفال الذي يتأثر بالجوانب النفسية والحالة الصحية والظروف الأسرية. لذا، يفترض أن تكون المؤشرات البحثية والعلمية هي الأساس في اختيار الأسلوب الأمثل لتقويم سلوكهم.
غياب الأطفال في المدارس يعد مشكلة عالمية، خصوصاً في الأسبوع الذي يسبق الإجازات الرسمية. ومع ذلك لا ييدو أن هناك حلا سحرياً أثبت كفاءته في محاصرة الظاهرة الخطيرة التي تفاقمت بشكل لافت في أعقاب جائحة كرورنا التي أرغب فيها الأطفتال على الدوام منازلهم.
في بريطانيا تغرم السلطات العائلات لغياب أطفالها دون عذر، 80 جنيها استرلياُ «405 ريال سعودي»، إذا بلغ عدد أيام الغياب للطفل 5 أيام للمرة الأولى تتضاعف قيمتها إلى 180 جنيه «813 ريال» إذا لم تسدد خلال 21 يوم أو إذا تكررت لمرة ثانية، في حين تغلظ العقوب ضد الغياب للمرة الثالثة لتشمل إجراءات أخرى مثل المقاضاة والمثول أمام المحكمة التي قد تصل عقوبتها إلى غرامة تصل إلى 2500 جنيه «12600 ريال». ومع أن العقوبات المالية تطبق في بريطانيا منذ العام 2013، إلا أن حالات الغياب تتضاعف، وارتفعت «غرامات الغياب المدرسي إلى 443 ألف، وفقًا لوزارة التعليم، للعام 2023-2024، بما يفوق العام السابق بنسبة 24% وأعلى بثلاث مرات من أرقام العام الدراسي 2016-2017.
وفي السعودية أعلنت وزارة التعليم عن إجراءات مشددة للعالم الدراسي الجديد تشمل الحرمان من الانتقال إلى السنة التالية إذا تجاوز غياب الطالب 10% من أيام العام الدراسي. والحقيقة أنني لست متفائل بهذه الإجراءات القاسية، التي يسهل التنبؤ بحجم أثرها السلبي العميق على نفسية الأطفال الذين سيحرمون من مرافقة أصدقائهم وزملائهم إلى السنة التالية.
«بي بي سي» نشرت تقريرا مميزا مع بداية العام الحالي عن هذا الملف، وأشارت فيه إلى أرقام ذات دلالة إحصائية مفيدة عن الأسبوع الأول في الدراسة، مثل «أكثر من 50% التلاميذ الذين غابوا عن بعض الأسبوع الأول أصبحوا غائبين بشكل مستمر» في عام 2024، مقارنة بنحو 14% فقط من التلاميذ الذين حضروا بالكامل في الأسبوع الأول. كاشفاً أن الغياب يعود في حالات عدة إلى حرص الأهالي على تجنب الأسعار المضاعفة لتذاكر السفر والفنادق في أوقات الإجازات.
وهنا يبرز سؤال، لماذا لا تستبدل الترهيب بالترغيب، ليكون هناك جائزة عبارة عن عطلة مدفوعة القيمة للطفل وعائلته الذين سجلواً أفضل حضور مدرسي طوال العام.
waleedalahmmed@yahoo.co.uk

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *