تمكين التحول الاقتصادي في المملكة

تتطلب البنية التحتية الاقتصادية تكاملا وتنسيقا بين جميع القطاعات. إذ أنه مع تطور التقنيات ودخول منظومات إنشائية وخدمية وهندسية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي تحديدا في جميع العمليات والأعمال فمن الأهمية أن يحدث تكامل متواصل بين أطراف وجهات العملية الاقتصادية، فتطوير المدن الذكاء، على سبيل المثال، لا يتوقف على كود البناء والأنظمة التقنية وحسب وإنما يمتد لتأسيس بيئة أعمال وأخرى سكنية وصناعية واستثمارية وتجارية في الوقت نفسه.
وفي هذا الإطار ناقش وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريّف، مؤخرا مع الرئيس التنفيذي لشركة «هانيويل» الأمريكية، سبل تعزيز التعاون في مجالات التصنيع المتقدم، وحلول الأتمتة الصناعية، وتطوير المدن الذكية، وكذلك أفضل الممارسات العالمية لتطوير البنى التحتية الرقمية الصناعية، ودور المدن الذكية في تمكين التحول الصناعي وتسريعه، والفرص الاستثمارية المشتركة في مجال الحلول الصناعية الذكية، وأنظمة أتمتة المنشآت، وأجهزة استشعار إنترنت الأشياء.
هذه الخطوة تفتح الباب لتسريع التطبيقات الذكية في بيئة الأعمال والإنتاج السعودية من خلال توطين ونقل التقنيات والتوسع في الذكاء الاصطناعي الذي يتجه بصورة متسارعة ليكون الخيار الحاسم في إدارة وتنفيذ مختلف العمليات في المستقبل القريب، والمملكة من أوائل الدول التي أسست للحكومة الإلكترونية والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي وأتمتة المعاملات وينبغي أن يتواصل ذلك بما يمنحنا الحضور المستقبلي الريادي.
وجود مدن ذكية متعددة تعتمد الرقمنة والأتمتة لا يعني تطورا وحسب، وإنما مشاركة فعالة في بناء المستقبل وإدارة الأعمال بمنظور أكثر ابتكارا وإبداعا، ولدينا بدايات متميزة وجديرة بأن تكون نموذجا لما ينبغي أن يكون عليه المستقبل الاقتصادي والتنموي في بلادنا ومن ذلك برنامج مصانع المستقبل الذي أطلقته السعودية لأتمتة أربعة آلاف مصنع، وتحويلها من مصانع تقليدية إلى منشآت ذكية تتبنَّى تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، بما يرفع كفاءة الإنتاج فيها، ويخفض التكاليف التشغيلية.
أفضل وسيلة للتنبؤ بالمستقبل أن تصنعه بنفسك، ولذلك فإن أفضل الممارسات العالمية الرقمية ينبغي أن تنطلق من المملكة في المرحلة الاقتصادية القادمة مع استقطاب مزيد من الشركات الدولية الكبرى، والشراكات التقنية الواسعة مع الشركات المتخصصة، ولدينا قابلية كبيرة للتوسع التقني والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي بصورة مؤسسية ومنهجية يمكنها أن تحدث الفارق الذي نطمح ونتطلع إليه ونستهدفه بعزيمة وإرادة وطنية قوية.
meshary56@hotmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *