يعتقد الكثير أن النفط في طريقه إلى النفاد في المستقبل القريب، وأن ما تبقى له هو سنوات قليلة فقط، وذلك بسبب التطور وتنوع مصادر الطاقة في الوقت الحاضر مع تقدم الطاقة المتجددة. لكن الحقيقة العلمية والعملية تختلف تمامًا؛ فالنفط سيبقى جزءًا من حياتنا اليومية واقتصادنا لعقود قادمة.
لقد أسهمت التطورات الحديثة في خلق تقنيات متقدمة لاستخراج النفط، مما مكّن من إنتاج كميات أكبر وبكفاءة أعلى، بل وأسهم في إطالة عمر الحقول النفطية لسنوات إضافية. هذه التطورات تنفي تمامًا ما يُشاع عن قرب انتهاء مخزون النفط في المستقبل القريب.
ورغم التوجه نحو البحث عن مصادر طاقة بديلة وتطور الطاقة المتجددة مثل طاقة الشمس والرياح، فإن النفط ليس مقتصرًا على كونه مصدرًا للطاقة فقط، بل يدخل في صناعات حيوية متعددة. فهو يُستخدم في إنتاج بعض المواد الكيميائية التي تدخل في صناعة الأدوية مثل الكحول الطبي، كما ساهم في قطاع الأغذية من خلال إنتاج الأسمدة والمبيدات التي تساعد على زيادة المحاصيل وتحسين نموها.
ويمتد دور النفط إلى صناعة الملابس عبر إنتاج بعض أنواع الأقمشة والأحذية، فضلًا عن دخوله في أدوات التنظيف مثل مزيلات البقع والصوابين، وحتى في الإطارات ومواد تصنيع السيارات.
في النهاية، لا يمكن إنكار الدور المتنامي للطاقة المتجددة، فهي تدعم تنوع مصادر الطاقة وتُعتبر صديقة للبيئة. ومع ذلك، فإن النفط لن يختفي قريبًا، بل سيظل حاضرًا إلى جانب الطاقة المتجددة التي تتوسع لتأخذ مكانها بجانبه. فالمستقبل ليس صراعًا بين النفط والطاقة المتجددة، وإنما شراكة ذكية تضمن للعالم أمنًا واستقرارًا في مجال الطاقة.
إن الأهمية الحقيقية تكمن في الدمج بين قدرة النفط على إنتاج الطاقة واستخداماته الصناعية المتعددة، وبين ما تقدمه الطاقة المتجددة من حلول مستدامة تدعم مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة.
shadalmrh59@gmail.com