في ظل الانفتاح العالمي والتطور التكنولوجي، أصبحت السياحة الخارجية أحد أبرز ملامح الحياة المعاصرة. فالكثير من أبناء المملكة العربية السعودية وشعوب دول الخليج يجدون في السفر إلى الخارج متنفسًا للاستمتاع بمناظر جديدة والتعرف على ثقافات متنوعة.
ومع ذلك، فإن هذا التدفق السياحي الخارجي ليس خاليًا من التحديات. فقد شاهدنا مؤخرًا انتشار مقاطع فيديو مقلقة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر اعتداءات على سياح سعوديين وخليجيين في بعض الدول. هذه الظاهرة تثير المخاوف وتتطلب اتخاذ إجراءات جادة لضمان سلامة المسافرين وحماية كرامتهم.
من جانب آخر، يشكل السفر إلى الخارج فرصة لتعزيز الصورة الإيجابية للمملكة في أذهان الآخرين. فالسياح السعوديون يحملون معهم قيم وتقاليد مجتمعاتهم، ويساهمون في نشر ثقافتهم وقيمهم الأصيلة خلال رحلاتهم. كما أن السياحة الخارجية تمثل مصدرًا لتدفق الثروات والاستثمارات، مما ينعكس إيجابيًا على اقتصاد المملكة.
في المقابل، لا بد من الاعتراف بأن السياحة الخارجية تواجه تحديات أخرى متمثلة في ارتفاع التكاليف وصعوبات التخطيط والتنظيم، إضافة إلى المخاطر الأمنية التي قد تواجه المسافرين في بعض الأحيان.
وبناءً عليه، يتطلب الأمر مزيدًا من الجهود المنسقة بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتطوير قطاع السياحة الخارجية وتعزيز سلامة المسافرين. كما ينبغي تكثيف الحملات التوعوية لتثقيف السياح بأهمية احترام القوانين والتقاليد المحلية في البلدان التي يزورونها.
إن السياحة الخارجية لها فوائد كبيرة على مستوى الأفراد والمجتمع، لكن يجب أن تكون ممارستها في إطار حماية كرامة المواطنين وسلامتهم. فالتوازن بين المتعة والأمان هو الطريق الأمثل لتعزيز دور المملكة وشعوب الخليج في المشهد السياحي العالمي.
alnajeeh@gmail.com