في فضاءات الثقافة والفن، حيث يُفترض أن تنبض الكلمات بالحياة، وتكون نافذة ناظرة إلى جوهر الأعمال الفنية، نشاهد اليوم ظاهرة مؤسفة تجتاح صفحات كثيرة من عالم الكتابة عن المسلسلات والأفلام. ظاهرة لا تُقصر على سطحية الحديث، بل تتجاوز إلى حالة من التكرار، التمجيد المجاني، ونقص أدوات النقد الحقيقي، حتى أصبحنا نقرأ نصوصاً لا تملك سوى رداء المجاملة الخفيف، الذي يخفي ضعف الفهم والتناول.
لا يخفى على أحد أن العمل الفني، خصوصاً في عالم الدراما، ليس مجرد تتابع مشاهد أو حوارات تُلقى على الشاشة. هو بناء دقيق، ينبني على خطوط سردية متشابكة، شخصيات تتحرك بين دواخلها صراعات وأحلام، رؤى سينمائية تعبّر عن ثقافة وعصر. ولكن حين تأتي الكتابة النقدية على هذا العمل، نحتاج من الكاتب أن يكون قارئاً عميقاً، مفكراً دقيقاً، مدركاً لأدوات الفن من سيناريو وإخراج، تمثيل وإضاءة، موسيقى تصويرية، وحتى لغة الجسد والصمت.
للأسف، كثيرون ممن يشغلون صفحات الثقافة والفن اليوم يفتقرون إلى هذه الأسس. تقتصر كتاباتهم على سرد مبسط، أحياناً مكرر، لا يقدم تحليلاً يضيف للمشاهد أو القارئ فهمًا جديدًا. بل يصدر النص أحياناً وكأنه تقرير دعائي أكثر من كونه نقداً، يثني على العمل بلا تفريق بين نقاط القوة والضعف، وينسى أن النقد الحقيقي هو الذي يحفز صانع العمل على التطور، ويعمق تقدير الجمهور.
هذا الخلل له أبعاد متعددة. أولاً، ضعف الثقافة النقدية نفسها. فليس كل من يمتلك موهبة الكتابة يملك الحس الفني الكافي، أو المعرفة النظرية التي تؤهله للغوص في أعماق العمل الفني. ثانيًا، قد يكون هناك ضغوطات غير معلنة على بعض الكتّاب لكتابة مجاملات، خوفاً من إغضاب منتجين، مما ينعكس سلباً على موضوعية النصوص. النتيجة، أن الأعمال الفنية -خصوصاً تلك التي تحمل في طياتها عمقًا فكريًا وثقافيًا كبيرًا- لا تجد صوتًا يعكس جوهرها. أعمال تضيع بين سطور مقال لا يتجاوز مدحه العام أو سرد حكاية العمل بلا تحليل، فتتلاشى قيمتها الحقيقية في بحر من الكلمات الخاوية.
تخيل أن هناك مسلسلات عربية وخليجية متميزة، تتناول قضايا اجتماعية معقدة، تتعامل مع تاريخ أو هوية أو صراعات داخلية، لكن الكتابة عنها لم تأخذ الوقت الكافي لفك رموزها، ولم تُسلّط الأضواء على لغتها السينمائية أو تقنيات الإخراج، ولا على تطور الشخصيات الدرامي. هنا يصبح النقد واجباً إنسانياً وفنياً، ليعيد للعمل حقه في التقدير والتفاعل، ويعطي الجمهور فرصة التذوق الواعي.
كما أن ضعف النقد ليس فقط ضياعاً للعمل نفسه، بل ينعكس أيضاً على صناع الفن. فبدون وجود نقد موضوعي، صريح وبنّاء، يبقى صانع العمل محاصراً في دائرة التكرار، لا يدري أين الخطأ ولا أين التميز، فيفقد قدرته على التطور والتجديد، ويصبح الفن وكأنه يسير في مكانه.
الكتابة النقدية ليست سهلاً، بل هي فن بحد ذاته. تتطلب من الكاتب أن يكون قارئاً وفياً، ومؤرخاً للحركة الفنية، وناقداً موضوعياً يتعامل مع العمل بحب وصدق، لا بإنكار أو مجاملة. هي لغة تفتح آفاقاً، تحفر في التفاصيل الدقيقة التي لا يراها الجميع، تصنع جسوراً بين العمل والمشاهد، بين القصة والروح.
في هذا السياق، لا بد من التوقف عند أهمية التعليم والتدريب في بناء نقاد حقيقيين. فالمجتمع الثقافي يحتاج إلى مؤسسات تقدم برامج تعليمية متخصصة في النقد الفني، وورش عمل تحفز الشباب على فهم أعمق للمسرح والسينما والدراما. كما أن الصحافة الثقافية يجب أن تمنح مساحة للنقاد الذين يملكون رؤية وعمقاً، وتدعم حرية التعبير عن الرأي بصراحة بعيداً عن أي حسابات أخرى.
وأيضاً، لا يمكن تجاهل دور الجمهور. فمن خلال تنمية ذائقة المشاهد، وتعليمه أدوات القراءة النقدية، يمكن أن يصبح الناقد الحقيقي في قلب كل بيت، يطرح الأسئلة، يميز بين العمل الجيد والمتوسط، ويدعم ثقافة النقاش البناء حول الفن. لا يمكن للنقد الحقيقي أن يزهر وينمو في أرض خصبة إلا إذا توافرت له الرعاية والاهتمام المؤسسي. فالمشهد الثقافي لا ينتظر أن يُترك للمصادفة أو للاجتهادات الفردية التي قد تُغذي المجاملات، بل يحتاج إلى بناء جسور التواصل بين الفن والنقد.
حين تتدخل المؤسسات الرسمية، فإنها لا تقدم فقط الدعم المالي أو الإعلامي، بل تضع أسساً تعليمية وتدريبية، تنشئ منابر للنقاش الحر، وتشجع على صياغة نقد موضوعي وصريح. هذا التدخل الحكومي يُسهم في تشكيل جيل من النقاد الذين يحملون رؤية واضحة، ومدربون على قراءة الأعمال الفنية بكل أبعادها.وهو أيضاً وسيلة لتأسيس ثقافة نقدية صحيحة، تُخرج العمل الفني من قبضة المجاملات التي تخنقه، لتمنحه فرصة أن يكون حقيقياً، متكاملاً، يلامس وجدان المشاهد ويغذي فكره.
ayaamq222@gmail.com
قال وقلت
قال: هل صحيح ان الفراش السيئ يتسبب في إصابة البعض في ظهورهم.
قلت: كلامك صحيح، فالبعض منا لا يهتم باختيار «الفراش» الذي يوضع علي السرير بحيث يكون ضغطه مناسب يتحمل وزنه وبالتالي لا يغوص جزء من ظهره في «الفراش»، لذلك يشاهد في المعارض التي تبيع غرف النوم هناك من يتمدد علي السرير المعروض ليتأكد من قوته وأنه مريح وأن ضغط الفراش مناسب لوزنه، ومن الضروري لكل واحد منا أن يحسن اختيار فراشه بصورة دقيقة ودون مجاملة أو تردد، ففراش النوم أهم شيء في البيت. فكما هو معروف أن الواحد منا يقضي جزء كبير من حياته علي فراشه وحسب ما يقول العلماء المتخصصين في علًم النوم إن الإنسان الذي يبلغ عمره 75 سنة يقضي من عمره 25 سنه نائماً على فراشه أوسريره وبالتالي عليه أن يختار الأفضل له.
ولو راجعنا العيادات المتخصصة. في مجال أمراض الظهر أو الأعصاب لوجدنا تزايد الحالات التي يعاني أصحابها من أمراض الظهر. وماذا بعد علينا بالاهتمام باختيار السرير «الفراش»، فهو الذي نولد عليه وفي النهاية نموت عليه.
قال: ما هو الحدث الذي ترفع له العقال تقديرا وإكبارا هذه الأيام.
قلت: إنها حملة التبرع بالدم والتي بادر بها سمو ولي العهد الحبيب «حفظه الله» حيث قام بالتبرع بالدم في بادرة إنسانية كريمة.. ذلك ضمن حملة إنسانية سنوية والتي ما زالت حتي اليوم وفي مختلف المناطق والمحافظات تحظى بإقبال كبير.
قال: ما هو الشيء الذي يدفع الإنسان إلى التوتر؟
قلت: إنه الكذب، فالذي يكذب مصيره أن ينكشف مثله مثل المحتال أو النصاب جميعم يعيشون حالة من الخوف والتوتر.. خوفا من اكتشاف كذبهم واحتيالهم.
almaglouth@yahoo.com
في بدء العام الدراسي.. آمال وتطلعات!
جاء هذا الموسم الدراسي ليكمل المشوار لما سبقه من إنجازات حققها أبناؤنا من جد واجتهاد وتحصيل مشرف نفخر به، في مسيرة ملؤها التطلع للقادم.
هم الحائزون علّى أنفس الجوائز، والارتقاء على منصات التكريم والمسابقات الدولية كآيسف العلمية والأولمبياد الدولية، وكانت لهم هي بداية الرحلة، وليست نهايتها. مستمرا ذلك في الطموح الكبير وهو وصول جامعاتنا في التصنيفات الدولية إلى مصاف نظيرتها لأعلى مائتي ترتيب، سوف يأتي ذلك بجهود استثنائية من أبنائها وأساتذتها وقياديها مجتمعين، ليكون هو ناتج غرس ينمو لنحصده في السنوات المقبلة. أنها مسارات خطط لها لتكمل رحلة الرؤية المباركة «2030». الساعية إلى تأهيل جيل قيادي فيه روح المسؤولية، واع، قادر، متمكن، هو الحاضر وهو المستقبل.
هناك العديد من المقومات الأساسية التي يجب أن نعززها ونطورها، ذلك في ظل وجود هذه الرؤية الاستراتيجية الواضحة المعالم المحددة لها الأهداف والأبعاد، مع خططها المرحلية القابلة للتحقيق. تلك هي الداعمة للابتكار والبحث، ومستثمرة في جودة التعليم باعتبارهما أحجار الزاوية، ولن يتآتى إلا بجهود تستمر في متابعة تطوير وتحديث المناهج الدراسية، وما إضافة مقرر للذكاء الاصطناعي في مراحل التعليم العام، والجامعي لهو دلالة علّى الاستشراف لما هو آت. مع القدرة وبحرص على تعزيز الأنشطة الصفية، واللاصفية، والتطوعية للابنائنا، دافعتا بهم في تنمية مهاراتهم، وسلوكهم، ومعارفهم، وتفكيرهم الناقد، لما له من أهمية في تنامي خبراتهم. كلنا حريصون على المساهمة في إعداد معلمين ومعلمات مؤهلين قادرين على استخدام أفضل أساليب وأنماط التدريس المواكبة للمستجدات، والدفع في تحسين أداء المعلم، ودعم رسالته، ليواكب التقدم العلمي والتقني، ذلك من خلال خلق بيئة مدرسية محفزة مشجعة تسهم في تفوق أبنائنا، ومن خلال مساحات مفتوحة منضبطة متكاملة للإبداع والنمو والعمل الجماعي، يعزز فيها التحول الرقمي وتقنياته، تقدمها منصات تعليمية تقنية تفاعلية تُسهم في تسهيل وصول الطلاب للمصادر التعليمية، ولا يتم ذلك إلا في وجود شراكة بين الأسرة والمعلم والمدرسة، داعما العملية التعليمية، بقنوات تواصل فعالة بينهم تضمن متابعة مستمرة لأداء وتحصيل الطلاب، وآليات مبتكرة توضع للتقدير والتحفيز، رغبة في حثهم على بذل المزيد من العطاء.
علينا أن نعمل جميعا متكاتفين مجتمعاً، وإعلاماً وأفراداً على تسليط الضوء على تلك الإنجازات المحققة والمكتسبة لاابنائنا ومعلمينا الأفاضل، مؤكدين على أهمية تكريس غرس القيم لدى أبنائنا الطلبة ليكونوا فاعلين يتحلون بروح المواطنة الخالصة.
خلاصة القول: يأتي هذا العام الدراسي بآمال متجددة داعية للاستمرار بتحقيق الإنجازات التي نحلم بها، ونطمح لها.
akuwaiti@iau.edu.sa
الذكاء الاصطناعي وعلاقته بالبطالة
بدأ الكثير من الناس يفكرون في أن الذكاء الاصطناعي «AI» والبطالة موضوعين مترابطين بشكل متزايد في السنوات العشر الأخيرة، خاصة في حساسية تأثير الذكاء الاصطناعي في الاستغناء عن العنصر البشري في أداء المهام، حيث تثير التقنيات الذكية تساؤلات عديدة حول مستقبل العمل وفرص التوظيف للكثير من البشر حول العالم. يحاول البعض الموازنة بين فائدة الذكاء الاصطناعي وتأثيره في إنهاء الاعتماد على الإنسان في الصناعة من حيث السرعة والدقة والجودة. للذكاء الاصطناعي علاقة قوية بالتشجيع على الابتكار البشري وتحسين التعلم واستدامة المنافسة. والأفضل أن نفكر ايجابياً في الكثير من الجوانب التي سأتطرق لها في السطور القادمة. لقد أثير هذا الموضوع على مستوى قمة دافوس.
يعد الذكاء الاصطناعي أسرع من الذكاء البشري البطيء وهذا يوفر الوقت والجهد والمال. يتميز العقل البشري بالإبداع مقارنة بالذكاء الاصطناعي المحدود الابداع. يتكيف الإنسان ذاتياً مع الظروف، بينما لا بد من تدريب وبرمجة الذكاء الاصطناعي على ذلك. يعقي العقل البشري بما حوله ويتعامل بمرونة وتكيف عالي بعكس الذكاء الاصطناعي الذي لا يعي ما حوله. لا يوجد عواطف ومشاعر لدى الذكاء الاصطناعي خلاف الذكاء البشري العالي المشاعر والعواطف الإنسانية. الذكاء البشري عميق الفهم والمعاني بينما الذكاء الاصطناعي عكس ذلك فهو سطحي غير عميق لكن بالإمكان برمجته في هذه الناحية في المستقبل مع التقدم التكنولوجي والتقني.
يمكن للذكاء الاصطناعي معالجة ملايين البيانات في ثوانٍ، بينما البشر أبطأ بكثير ويتعبون ويشعرون بالملل من كثرة وطول التفكير. يتميز الذكاء الاصطناعي بالدقة في إنجاز مهام معينة مثل حالة مرضية من خلال الأشعة والصور الطبية ويمكن أن يتفوق على الأطباء. يمكن للذكاء الاصطناعي تخزين كميات هائلة من المعلومات لوقت طويل واسترجاعها بسرعة ودقة عالية عند الحاجة لها. لا يتعب أو يكل أو يمل أو يشعر بالحاجة للنوم، حيث يمكنه العمل 24 ساعة دون توقف. وللعلم، فإن الذكاء البشري يتميز بالوعي بالذات والمشاعر أو العاطفة والمرونة والتكيف والفهم الحقيقي.
يساهم الذكاء الاصطناعي في أتمتة الوظائف الروتينية بحوالي 70% أي أن الذكاء الاصطناعي سيسيطر على أغلب الوظائف الروتينية. ويمكن للذكاء الاصطناعي تنفيذ المهام المتكررة الروتينية بسرعة وكفاءة وجودة عالية، مثل إدخال البيانات، وخدمة العملاء، والعمليات الصناعية. هذا يؤدي إلى تقليص الحاجة للعمال في هذه الوظائف، ما يزيد من خطر البطالة على وظائفهم لسهولة تنفيذها. ويمكن استبدال الوظائف منخفضة المهارات، حيث أن الكثير من الوظائف التي لا تتطلب مهارات معقدة يمكن أن تُستبدل بالروبوتات أو البرمجيات الذكية «مثل وظيفة المحاسب في البقالات ومصانع السيارات وسائقي الشاحنات مع تقنيات القيادة الذاتية»، فقد رأينا سيارات الأجرة من غير سائق بشري في بعض الدول.
التفاؤل مطلوب بأن الذكاء الاصطناعي سيخلق وظائف في مجال إدخال البيانات في النظام وتحليلها وتفسيرها لصانع القرارات. يساعد الذكاء الاصطناعي على نمو التوظيف في الشركات وتحسين جودة العمل واختيار الموظف المناسب في المكان المناسب وبالتالي زيادة عدد الوظائف في مجالات أخرى. تقوم بعض الشركات بالاستثمار في إعادة تأهيل الموظفين في الوظائف الروتينية بتدريبهم لاكتساب مهارات جديدة تتماشى مع التحول الرقمي في قطاع الأعمال الخاصة.
التعليم والتدريب المستمر في المجالات التي لا يسيطر عليها الذكاء الاصطناعي وتوفير البرامج التعليمية التي تركز على المهارات العالية في المجال الرقمي والتفكير النقدي والابتكار. التشجيع على قطاعات الاعمال الناشئة في مجال ريادة الاعمال ما يساعد على الابداع والابتكار. لا شك أن للحكومة دور في دعم الشركات الناشئة بتمويل الشركات والتدريب المتخصص المناسب.
alyaum2018@gmail.com
حالة استثنائية على مستوى العالم تعيشها بلدنا
عندما أتذكر سيرة ماض عشته، أجد الله هيأني، وأعدّني لتحمل مسؤولية قضية المياه الجوفية. مع هذا الادعاء يأتي السؤال الذي أطرحه على نفسي بغرض التأمل لشحذ الهمّة المستدامة: لماذا.. وكيف؟ هذا يقود إلى سؤال آخر: هل نملك حق اختيار خط مسيرة حياتنا؟ أعتقد بذلك.
نحن ننجذب من خلال تساؤلات وميض الأشياء أمامنا. يحملنا فضولنا لتفعيل طاقتنا نحوها. نعيش حياة ذلك الانجذاب ومجالاته. الله هو الذي يهيئ ذلك الوميض وليس نحن. هو صيد ننجذب إليه. نصيده بالتساؤلات، فنتغذى عليه.. فيصبح هو خط مسيرة حياتنا.
بسبب التساؤلات وخليط أبعادها، تشكلت نواة اهتمام قاد شخصي نحو قضيتي المياه الجوفية. عملت بجهد استثنائي، ومثابرة تتعاظم، وإيمان يتعمق. فجاءت دوامة تركيزي. بسببها.. ومعها.. وبها فردت أشرعتي، وأبحرت في عمق مجال قوتها.
تظل الأسئلة: لماذا.. وكيف؟ محرك قوي لكشف الأجوبة. بها يقوى اهتمام الانسان. هي أدواتي لاقتحام المجهول اللغز الذي أسعى لتوضيح إجابته لكم، في هذه السلسلة من المقالات.
الأجوبة دوما تحمل الدروس والعبر. تقود نحو نشوة توثيقها. هكذا وقعت في قبضتها، فأصبح هدفي ثقافي لزيادة مساحة الوعي بأهمية المياه الجوفية حاضرا ومستقبلا. يحدث هذا في غياب قدرتي على اتخاذ القرار.
صنعت مفتاح قضية المياه الجوفية الثقافي. جاء نتيجة وقوفي على أبعاد ندرة المياه الطبيعية في بلدنا، حفظها الله. سر مبهم لاحت أبعاده لشخصي في أحد مراحل حياتي. تعاظمت مساحته كما وكيفا مع معرفتي العلمية الشاملة بهذه الندرة ومعاناتها. العجيب أن شخصي واجهها وجها لوجه في مرحلة أخرى من العمر.
في هذه المرحلة من السرد.. أدعوكم لتقفوا أمام حالة استثنائية على مستوى العالم. حالة تعيشها بلدنا عبر الأزمان. معرفتها ضرورة وليس ترفا. معرفتها إنقاذا لمستقبل أجيالنا من العطش. هذه الحالة تدعونا نحن أهل هذه البلاد السعودية.. أن نقف خلف المياه الجوفية بنوعيها المتجدد وغير المتجدد. لن أدعكم تبحرون بعيدا بتفكيركم.
في بلدنا السعودية: إن المياه الجوفية تقف وحيدة في مواجهة الوفاء باحتياجات أكثر من «2» مليون كيلومتر مربع من الأرض، ومن عليها من البشر، وشركاء الحياة. حقيقة مفجعة تحمل القلق المشروع. إن معظم المياه الجوفية الاحفورية ناضبة، أي غير متجددة. الباقي المتجدد من المياه يتعرض للاستنزاف بما يفوق التعويض بعشر مرات.
نعم.. أكثر من «2» مليون كيلومتر مربع من الأرض.. هي مساحة بلدنا السعودية، دام عزها. تحتل الرقم «13» كأكبر الدول مساحة في العالم. لكنها أكبر دولة خالية من الأنهار والبحيرات. حقائق تغيب عن عامة الناس. أليس لهذا الغياب ثمن؟
وبعد.. أليست هذه المعلومات البسيطة كافية لحمل المياه الجوفية كقضية لكل مواطن؟ أليست هذه المعلومات البسيطة كافية لتجعل النوم يجفل من العيون؟ أليست هذه المعلومات البسيطة كافية لجعل المياه الجوفية خط أحمر.
قلت يوما: الماء يبحث عن إدارة، فوضعتها عنوانا لأحد كتبي. وقلت: نحن لم نرث هذه المياه الجوفية لكننا مستأمنين عليها حتى للأجيال التي لم تولد بعد، فأقول لأهميتها: المياه الجوفية تبحث عن وزارة مستقلة تفرض تنميتها، وحمايتها، وترشيد استخدامها.
هكذا أقنعت نفسي بأهمية المياه الجوفية الوحيدة المتاحة أمامنا ولأجيالنا القادمة بشكل طبيعي. ويستمر الحديث.
mgh7m@yahoo.com
هايدي 2025
روى لي صديق عزيز قصته مع رفيق سفر حين زارا مرتفعات سويسرا المغطاة ببساط أخضر يسلب الألباب، واكتشفا بعد ساعات من السير في هذه الطبيعة الساحرة أن الماء قد نفد منهم، وأنهم في مكان بعيد ومرتفع يخلو من كل شيء سوى الخضرة ورذاذ المطر وبعض الأغنام الناصعة البياض، تماما كما في مشاهد المسلسل الكارتوني الشهير «هايدي»، وفي الأفق البعيد، لمحا كوخاً وقررا أن يصلا إليه بآخر رمق في طاقتهم على السير صعودًا نحوه، ويقينهما الراسخ أن ما بقي من طاقة في جسديهما لن تعينهما على النزول من هذه المرتفعات الشاهقة.
طرق الرفيقان الباب سعيا لأي غوث، وانفتح بهدوء لتظهر لهما امرأة كبيرة في السن، وبادرتهما مبتسمة للتعبير عن ترحيبها والاعتذار ضمنياً عن عدم فهمها لما يقولان بالإنجليزية، لكنها فهمت أن المطلوب هو رشفة ماء! فأحضرت لهما ماء عذباً، وشيئاً من المخبوزات، كما همّت متجهة نحو بقرة تملكها، وحلبتها وأحضرت لهما الحليب.
هذا ما حدث فعلاً لصاحبي ورفيقه في السفر، فقد أكرمت «هايدي» -التي تقدم بها العمر بفعل مرور السنين- ضيفيها، وأحسنت إليهما، ولم يكن يسود بينها وبينهما سوى لغة الوعي الإنساني، والحرص على مساعدة البشر، ولم تكن بحاجة إلى لغة منطوقة مشتركة، أو حتى ترجمة لتمد لهما يد المساعدة، وترحب بهما.
خلال انشغال صديقي برواية هذه القصة الجميلة، تبادر إلى ذهني الصورة التي تنتشر عن ويلات السياحة، وبالأخص ما ينتشر من مقاطع ڤيديو وصور توثق حوادث سلبية للسائح السعودي حول العالم، فهذا تعرض للضرب، وتلك تعرضت لسرقة حقيبتها، وذاك تعرض لسلب هاتفه النقال.. وغيرها من المواقف الباعثة على الاشمئزاز ولكنها مواقف تثير أسئلة مهمة أيضا: هل البديل السياحي المحلي قادر على التعويض؟ وهل كل سائح واعٍ بثقافة المكان الذي يزوره وطريقة تفكير أهل البلد؟ وهل من مواد توعوية وحملات لتثقيف السائح السعودي تجاه كل بلدٍ من تلك الدول التي تعتبر وجهات سياحية دولية؟
ومع اختلاف المعطيات، آخذين بالاعتبار أن هايدي 2025 امرأة على فطرتها وفي قريتها، لم تفسد فطرتها النقية ملوثات السلوك في المدن الكبرى، كما أجاد الرفاق الطلب بأدب وإنسانية من جانبهما، إلا أن تثقيف السائح الدولي لا يزال أمراً غائباً وهذا لا يتماشى مع التنامي المهول في عدد السياح العابرين لحدود الوطن إلى دول أخرى، الأمر المهم الالتفات له بحملات ترفع الوعي وتعزز سلامة السائح السعودي.
abdullahsayel@gmail.com
فن الدارة.. تراث حجازي حاضر في الأفراح والفعاليات الوطنية
يشكّل فن الدارة حضورًا بارزًا في الذاكرة الثقافية للحجاز، بوصفه أحد الفنون الشعبية التي ارتبطت بمناسبات الأفراح والتجمعات الاجتماعية في المدينة المنورة، حيث يجتمع الرجال في حلقات يرددون أهازيج تراثية مثل “المجارير” باستخدام المقاميع والبارود في مشهد يثير الحماسة ويعكس الفرح الجماعي.
ويتميز الفن بالتناغم بين الأصوات وترديد أبيات قصيرة ذات طابع شعبي، وشكّل وسيلة للاحتفاء في الزواج والأعياد والمناسبات العامة .
تراث حي
ومع تراجع حضوره في الثمانينيات الهجرية، أسست “فرق للنهوض به، حتى غدا أحد العناصر التراثية الحاضرة في المناسبات الوطنية.
وانتقل فن الدارة من الأفراح المحلية إلى الفعاليات الكبرى مثل اليوم الوطني ويوم التأسيس، وأسهمت التغطيات الإعلامية في إبراز مكانته، فيما تواصل مبادرات التوثيق والفرق المتخصصة جهودها لتعريف الأجيال الجديدة به.
أبل تعقد مؤتمرها 9 سبتمبر.. آيفون 17 وأجهزة جديدة ستظهر للعلن
نادرًا ما تشارك شركة Apple تفاصيل حول منتجاتها المستقبلية قبل الإعلان عنها، ولكن الشركة تقدم هواتف iPhone الجديدة في سبتمبر منذ عام 2012.
آيفون 17
ووفق بلومبرج، يُعتبر حدث آبل في سبتمبر، الذي سيُقام في مقرّ آبل بارك في كوبرتينو، كاليفورنيا، إلى حدّ كبير أهمّ حدثٍ لعملاق التكنولوجيا هذا العام.
وهناك ترقبٌ كبيرٌ لإصدار آيفون جديد، وهو أكبر مصدر دخلٍ لآبل، لكن الزمن وحده كفيلٌ بإثبات ما إذا كان المستهلكون سيجدون جدوىً في دفع ثمن أحدث طرازٍ في ظلّ شحّ الموارد المالية.
في غضون ذلك، ستنظر وول ستريت إلى هذه الإعلانات كمقياسٍ لمدى استمرار آبل في الابتكار، لا سيّما في عصر الذكاء الاصطناعي.
طراز جديد
تتزايد المخاطر هذا العام بشكل خاص بعد أن أجّلت آبل تحديثًا رئيسيًا لمساعدها الرقمي “سيري”، والذي كان من شأنه أن يُمكّنه من مواكبة ChatGPT من OpenAI وGemini من Google.
وقد رحّب المستثمرون بنتائج أرباح آبل في يوليو بفضل مبيعات آيفون القوية، على الرغم من نكسات الذكاء الاصطناعي.
وهذا العام، تراهن آبل على قدرتها على جذب المستهلكين بهاتف آيفون فائق النحافة، ومن المتوقع أن تُطلق الشركة طرازًا جديدًا يُشبه إلى حد كبير جهاز ماك بوك إير من آيفون: أكثر أناقة، ولكن ربما على حساب عمر البطارية والكاميرا، وفقًا للتقرير.
طلب يدها في حديقة.. تايلور سويفت تعلن خطوبتها على ترافيس كيلسي
أعلنت نجمة البوب تايلور سويفت خطوبتها على لاعب كرة القدم الأمريكية ترافيس كيلسي الثلاثاء في منشور على “إنستغرام”.
وأظهر منشور مشترك على حسابيهما في “إنستغرام” كيلسي وهو يركع على ركبته ليطلب يد سويفت في حديقة تنتشر فيها الأزهار، في حين تظهر يد المغنية وفيها خاتم الخطوبة في صورة أخرى.
وأرفق الثنائي المنشور بتعليق خفيف الظل قالا فيه: “مدرّستكم للإنكليزية ومعلّم الرياضة البدنية سوف يتزوّجان”.
ضجّة إعلامية
أثارت علاقة تايلور سويفت بنجم “كنساس سيتي تشيفس” ضجّة إعلامية كبيرة سنة 2023. وكشفا عنها بعد أشهر، إثر نشر صور لهما وهما يتجوّلان معا في نيويورك.
وتايلور سويفت (35 عاما) نجمة عالمية في موسيقى البوب تباع ألبوماتها بالملايين. ومن المرتقب صدور ألبومها الثاني عشر “ذي لايف أوف ايه شووغيرل” في 3 أكتوبر .
أسعار العملات.. الإسترليني يرتفع مقابل الدولار وينخفض أمام اليورو
سجّل الجنيه الإسترليني اليوم ارتفاعًا مقابل الدولار الأمريكي وانخفاضًا مقابل العملة الأوروبية الموحدة “اليورو“.
وبلغ الباوند مع موعد إغلاق الأسواق اللندنية عند (1.3482) دولار أمريكي، بارتفاع (0.12%)، فيما انخفض مقابل العملة الأوروبية إلى (1.1567) يورو بنسبة (0.11%).
البورصة البريطانية
من ناحية أخرى، أغلق مؤشر بورصة لندن الرئيس (فوتس 100) اليوم على انخفاض بنسبة (0.60) في المئة.
وسجل المؤشر -الذي يضم أكبر مئة شركة في سوق لندن للأوراق المالية- خسائر تعادل (55.60) نقطة، ليصل عند مستوى (9265.80) نقطة.