نمو جديد في الإيرادات غير النفطية

أكدت نتائج الميزانية العامة للدولة خلال الربع الثاني من العام الحالي؛ استمرار الحكومة في استكمال مسيرة الإصلاحات المُنفذة على الجانبين الاقتصادي والمالي في ظل رؤية السعودية 2030 وتحقيق الاستدامة المالية على المديين المتوسط والطويل، والتي تعزز متانة وقوة اقتصاد المملكة في مواجهة التحديات والتطورات الاقتصادية العالمية، إذ انعكس ذلك على مرونة الاقتصاد المحلي في مواجهة التحديات العالمية والمحلية ومن أبرزها التوترات الجيوسياسية الأخيرة، حيث تشير النتائج الخاصة بالمالية العامة عدم اتباع سياسة مسايرة للدورة الاقتصادية بل تم اتباع سياسة معاكسة لدورة الاقتصادية.
الأرقام تبرهن حيوية الاقتصاد
وسجلت الإيرادات الفعلية للربع الثاني من العام الحالي حوالي 302 مليار ريال منخفضة بنسبة 15% مقارنةً بالفترة المماثلة من العام السابق، وحققت الإيرادات النفطية حوالي 152 مليار ريال منخفضة بنسبة 29% مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق، ويعزى ذلك لانخفاض الأسعار مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق بالإضافة إلى تحصيل أرباح مرتبطة بالأداء خلال الفترة المماثلة، إلا أنه في المقابل حققت الإيرادات غير النفطية نمواً واضحاً؛ حيث ارتفعت بنسبة 7% مقارنة بالفترة المماثلة، لتسجل في الربع الثاني من العام الحالي نحو 150 مليار ريال، وتعكس هذه النتائج الإيجابية الجهود المبذولة في ظل رؤية السعودية 2030 من خلال تطبيق المبادرات والإصلاحات الهيكلية وتنويع مصادر الدخل.
وساهمت الزيادة بالإيرادات غير النفطية في الحد من تأثير انخفاض الإيرادات النفطية، مما حال دون تراجع إجمالي الإيرادات بنفس النسبة؛ إذ واصلت الإيرادات غير النفطية النمو حيث بلغت في الربع الثاني من العام الحالي، ويعزى ذلك للأداء الإيجابي للمؤشرات الاقتصادية خلال الربع الثاني من العام الحالي، والذي يبرهنه مؤشر الإنفاق الاستهلاكي والذي سجل نمواً بنحو 9.1%خلال أول شهرين من الربع الثاني «شهري أبريل ومايو» ليصل إلى حوالي 304.4 مليار ريال، ويُعزى هذا الارتفاع إلى ثقة المستهلكين في الاقتصاد.
وسجلت الصادرات غير البترولية «تشمل إعادة التصدير» نمواً بنسبة 24.6% لشهر أبريل من العام الجاري؛ ويعكس هذا الارتفاع الاستمرار في تحسن أداء القطاع الصناعي بالإضافة للجهود المبذولة لمعالجة معوقات الصادرات غير البترولية وإعادة التصدير.
وشهد الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي نموًا في الربع الأول من عام 2025 بنسبة 3.4% مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق، مدفوعاً بنمو الأنشطة غير النفطية بنسبة 4.9%، والأنشطة الحكومية بنسبة 3.2%، كما سجلت الأنشطة النفطية تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.5%، وتشير التوقعات إلى استمرار وتيرة النمو الإيجابية في مؤشرات الناتج المحلي الإجمالي لكامل عام 2025.
جدوى الإصلاحات الاقتصادية والمالية
أسهمت الإصلاحات الهيكلية والمالية في تعزيز قدرة اقتصاد المملكة على مواجهة التحديات التي يشهدها الاقتصاد العالمي؛ لا سيما في الأنشطة غير النفطية ودورها في تخفيف أثر انخفاض الأنشطة النفطية، وذلك بفضل مبادرات تنويع مصادر الدخل، وتحسين بيئة الأعمال لتعزيز دور القطاع الخاص، ودعم نمو القطاعات الواعدة.
تواصل الحكومة استكمال تنفيذ المبادرات التحولية والمشاريع الإستراتيجية بهدف تحقيق تنمية شاملة في جميع القطاعات بمختلف مناطق المملكة، بالإضافة إلى تنويع القاعدة الاقتصادية، مع التركيز على دعم النمو الاقتصادي، ومواصلة تطوير البنية التحتية وتحسين الخدمات العامة بما يسهم في رفع جودة الحياة في المملكة، بالإضافة إلى تعزيز كفاءة منظومة الدعم والإعانات الاجتماعية، وتحفيز البيئة الاستثمارية؛ لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
shujaa5@hotmail.com

أنثى تتجمل بالحريق!!

أبكي، وأبكي، وأبكي..
والعصافير تغني.
العصافير تموت.
العصافير تغادر.
وأنا أقمع فمِّي!!
للصمت هيئة جسدٍ خائف، أو روح امرأة تخشى أن يُسمّى حنينها خيانة.
إذا نطق الفم عن غزة، أُدِين بجريمة النطق!!
وإذا سكت أدين بجناية الصمت!!
وإذا قتلوه أدانوه بتهمة الإرهاب!!
كأن البكاء آخر أشكال المقاومة التي لم تُدرجها الأمم المتحدة في بياناتها.
هذه المدينة التي لا تقع على الخارطة، بل في قلوبنا.
التي لا تدرَّس في كتب الجغرافيا، بل تُختبر في دروس الكرامة.
هذه الأنثى التي تتجمّل بالحريق، وتغسل وجعها بدماء أطفالها، ووجهها بغبار الغارات والتوسلات ثم تُجبر نفسها على النهوض، لأن العالم يحب المرأة التي تبتسم برغم الكسر.
أبكي، وأنتِ – يا غزة – تُعانقين موتكِ بشيء من الكبرياء.
يبكيني أن العالم يراكِ صغيرة، بينما أنتِ كل يوم تكبرين. تتعملقين، وتلدين وطنا جديدا من رحم الدمار.
يبكيني أن الحرب تُعيد ترتيب أسماء الشهداء، بينما أطفالكِ يعيدون ترتيب خريطة المعنى.
حين تُقصفين، تُقصف فينا القدرة على الصمت.
حين يُهدم بيت، تُهدم فينا أوهام السلام.
وحين يرتفع شهيد، ترتفع فينا حرارة الخجل، لأننا لا نزال نعدّ الشهداء أرقاما ونمرّ على صورهم كما تمرّ أصابعنا الباردة على الشاشات.
كيف لكِ أن تكوني بهذا الجمال، برغم أن الموت يسكنكِ؟
كيف تُزهرين تحت الرماد، وتُربّين الأطفال على الحلم والخبز والبرتقال، وأنتِ تعلمين أن السماء لا تمطر إلا نيرانًا؟
تحيلين النيران إلى ورود معلقة على جدار بيت بلا ملامح.
يسكت الصراخ لكنه لن يصمت عندما تنتفض الفراشات والعصافير في وجه المحتل.
أي سرّ تملكين؟
وأي ربّ كريم خصّكِ بذاك الصبر الممتدّ من الغياب إلى الغياب، ومن العذاب إلى العذاب؟.
نهاية:
موتُُ وراء موتِِ ثم موت، والغزاة لازالوا يقصفون. يغنون ثم.. يموتون.
alfaleh222@yahoo.com

سوق لمنتجاتنا اليدوية

نعيش هذه الفترة ازدهار سياحي كبير بدليل كثرة أعداد السائحين في كافة مناطق المملكة وبالذات في المدن الرئيسية التي تشهد توافد أعداد الزائرين الراغبين في مشاهدة تراثنا وحضارتنا وثقافتنا التي تميزنا عن بقية الأمم.
عندما يأتي السائح لأي دولة، يكون شغوفاً بمشاهدة مكونات تلك الدولة وحضارتها وأبرز ما يميزها من صناعات وثقافة وآثار وغيرها. ولذلك، فإن وجود تلك المجالات في مكان واحد يساعد ويسهل على الزائر الاطلاع عليها ومشاهدتها بلا عناء أو مشقة، لأن السائح ربما لا يملك الوقت الكافي للإطلاع على تلك المكنونات في أماكن متفرقة كما أنها تفيد البلد من جميع النواحي الثقافية والإعلامية والاقتصادية بحيث يصبح الزائر بعد مشاهدة تلك المواقع يتحدث عنها بإيجابية وينقلها لبلاده ليساهم في نقل الصورة الحسنة عن تلك الدولة بحكم اطلاعه على الكثير من مرافقها خلاف إنه سينفق أمولاً عندما يشتري، وهذا يعتبر دعم اقتصادي لصناعات البلد.
صناعاتنا اليدوية تعتبر أحد أهم المجالات المطلوبة من السائحين حيث يحرص أغلبهم على زيارة المواقع التي يوجد فيها صناعات يدوية بدليل أن سوق الزل في الرياض يشهد اقبالاً منقطع النظير بل نستطيع القول أن جميع السائحين والزائرين للرياض لا بد أن يأتوا لزيارة سوق الزل والمنطقة المحيطة لمشاهدة بعض الصناعات المتوفرة مثل «العقال والأحذية وغيرها» وهذا السوق لا يتوفر فيه سوى القليل من الصناعات فما بالك لو كانت أغلب الصناعات متوفرة لاستطعنا إشباع رغبة السائح وتحقيق النجاح والبروز لمنتجاتنا وصناعاتنا اليدوية.
وجود سوق خاص في كل منطقة من مناطق المملكة يضم الصناعات والحرف اليدوية سيحقق النجاح والعالمية لتلك المنتجات بحيث يصبح مزاراًِ للسائحين والمقيمين وأبناء البلد وسيشجع أهل تلك الحرف للعودة لها مرة أخرى بعد أن تناساها أهلها ونسيها الجيل الجديد الذي لا يعرفها سوى من الصور خلاف أنه سيحقق عائد اقتصادي للبلد ويبرز ثقافتنا أمام الآخرين ويسهل على الزوار مشاهدة تلك الحرف في مكان واحد.
لدينا صناعات جميلة قاربت على الاندثار ولكن نستطيع بث الروح فيها من جديد لتحقق الانتشار المطلوب وتصبح قوة ناعمة تساهم في إبراز ثقافتنا وتراثنا.
amarshad55@gmail.com

انخفاض أرباح «البحري» إلى 407.45 مليون ريال في الربع الثاني

انخفضت أرباح الشركة الوطنية السعودية للنقل البحري، في الربع الثاني من 2025 بنسبة 44.4% إلى 407.45 مليون ريال، مقابل 733.19 مليون ريال في الربع المماثل من العام الماضي.

وبحسب بيان الشركة على تداول السعودية، يعود السبب الرئيسي لانخفاض صافي الربح خلال الربع الحالي مقارنة مع الربع المماثل من العام السابق إلى:

– انخفاض مجمل الربح بمبلغ 209 ملايين ريال وذلك نتيجة انخفاض أسعار النقل العالمية لبعض القطاعات بالمجموعة، وانخفض مجمل الربح لقطاع البحري للكيماويات بمبلغ 171 مليون ريال، وقطاع البحري للخدمات اللوجستية المتكاملة بمبلغ 28 مليون ريال خلال الربع الحالي مقارنة مع الربع المماثل من العام السابق.

– انخفاض الإيرادات الأخرى بمبلغ 66 مليون ريال خلال الربع الحالي مقارنة مع الربع المماثل من العام السابق وذلك نتيجة تضمن الربع المماثل من العام السابق تحقق مكاسب رأسمالية من بيع سفن بمبلغ 76 مليون ريال، في حين لم تحقق مكاسب رأسمالية جراء استبعاد أصول خلال الربع الحالي.

– ارتفاع المصاريف التمويلية بمبلغ 38 مليون ريال خلال الربع الحالي مقارنة مع الربع المماثل من العام السابق.

– ارتفاع المصاريف العمومية والإدارية بمبلغ 37 مليون ريال خلال الربع الحالي مقارنة مع الربع المماثل من العام السابق.

– انخفاض الأرباح من حصة الشركة في شركات مستثمر فيها بطريقة حقوق الملكية بمبلغ 28 مليون ريال خلال الربع الحالي مقارنة مع الربع المماثل من العام السابق.

ويعود السبب الرئيسي لانخفاض صافي الربح خلال الربع الحالي مقارنة مع الربع السابق إلى:

– انخفاض الأرباح من حصة الشركة في شركات مستثمر فيها بطريقة حقوق الملكية بمبلغ 101 مليون ريال خلال الربع الحالي مقارنة مع الربع السابق.

– ارتفاع المصاريف العمومية والإدارية بمبلغ 57 مليون ريال خلال الربع الحالي مقارنة مع الربع السابق.

– ارتفاع المصاريف التمويلية بمبلغ 36 مليون ريال خلال الربع الحالي مقارنة مع الربع السابق.

وحد من الانخفاض في صافي الربح:

– ارتفاع مجمل الربح للمجموعة بمبلغ 48 مليون ريال، وذلك نتيجة ارتفاع أسعار النقل العالمية وتحسن الأداء التشغيلي لبعض القطاعات وبالأخص قطاع البحري للنفط والذي ارتفع بمبلغ 78 مليون ريال خلال الربع الحالي مقارنة مع الربع السابق.

ويعود السبب الرئيسي لانخفاض صافي الربح خلال النصف الأول، مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق إلى:

– انخفاض مجمل الربح بمبلغ 260 مليون ريال وذلك نتيجة انخفاض أسعار النقل العالمية لبعض قطاعات المجموعة، وانخفض مجمل الربح لقطاع البحري للكيماويات بمبلغ 268 مليون ريال، وقطاع البحري للنفط بمبلغ 29 مليون ريال خلال الفترة الحالية مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق.

– انخفاض الإيرادات الأخرى بمبلغ 77 مليون ريال خلال الفترة الحالية مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق وذلك نتيجة تضمن الفترة المماثلة من العام السابق تحقق مكاسب رأسمالية من بيع سفن بمبلغ 98 مليون ريال مقارنة بـمبلغ 7 ملايين ريال فقط خلال الفترة الحالية.

– ارتفاع المصاريف العمومية والإدارية بمبلغ 57 مليون ريال خلال الفترة الحالية مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق.

– انخفاض الإيرادات التمويلية بمبلغ 23 مليون ريال خلال الفترة الحالية مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق.

وحد من الانخفاض في صافي الربح:

– ارتفاع الأرباح من حصة الشركة في شركات مستثمر فيها بطريقة حقوق الملكية بمبلغ 125 مليون ريال خلال الفترة الحالية مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق.

– ارتفاع مجمل الربح لقطاع البحري للخدمات اللوجستية المتكاملة بمبلغ 37 مليون ريال وذلك نتيجة تحسن العمليات التشغيلية للقطاع خلال الفترة الحالية مقارنة مع الفترة المماثلة من العام السابق.

ُ لا تخفِ بريقك ليضيء الآخرون

في زحام العلاقات والعمل والمجتمع، قد نرى أن بعض الأشخاص يخفض صوته، أن يُقلل من أفكاره، أن يعتذر عن إنجازاته، فقط كي لا «يُحرج» من حوله. لكن هل حقًا نحتاج أن نختفي حتى يشعر الآخرون بالظهور؟
«الضوء لا يعتذر عن نوره»
كأن يقول معلم في اجتماع تربوي: «لن أُشارك هذه الفكرة حتى لا يُقال إنني أحب الظهور»
أو شاب في بداية مشواره الوظيفي يتردد في اقتراح فكرة جديدة حتى لا يُحبط زملاءه الأكبر سنًا.
أو طالب متفوق يخجل من تحصيله الدراسي حتى لا يشعر زملاءه بالنقص.
هذه أمثلة حقيقية لما نفعله بأنفسنا يوميًا، لا لأننا غير واثقين، بل لأننا نخشى أن يُفهم تميّزنا خطأ.
«التميّز حق مشروع للجميع»
أنا لست ضد التواضع، بالعكس فالتواضع شي جميل ،. لكن التواضع لا يعني أن تُنكر ما تملك و تخفي ما يميزك، بل أن تعترف به دون تعالٍ.
بإمكانك أن تفرح بإنجازك دون أن تتفاخر، وأن تُظهر علمك دون أن تجرّح، وأن تُعبّر عن أفكارك دون أن تفرضها.
«نورٌ على نور يزيد السطوع»
قبل أيام قرأت قصة المذيعة العالمية المشهورة أوبرا وينفري والتي حين أطلقت برنامجها التلفزيوني في بداياتها، قيل لها إنها «غامقة اللون» أكثر من أن تكون نجمة، وإن أسلوبها «عاطفي» أكثر من اللازم. لكنها لم تُطفئ نفسها. بل استخدمت ذاتها كما هي. واليوم، تُعدّ من أقوى النساء تأثيرًا في الإعلام والوعي الذاتي عالميًا.
وفي مجتمعات كثيرة، كم من الأشخاص تخلّوا عن أحلامهم لأنهم شعروا أن النجاح «سيسبب حساسية»، أو أن الطموح قد «يُفهم خطأ». بينما الحقيقة أن الشخص المتوازن لا يُطفئ الآخرين، بل يشعل فيهم الأمل.
خاتمة ملهمة :
لا تُطفئ نفسك لتُرضي من لا يرى النور في داخلك. وكن نورًا لا يحترق، كن مُلهم. ففي كل مرة تضيء فيها، تُلهم من حولك أن يبحثوا عن نورهم الخاص أيضاً
ومضة:
لا تعتذر عن كونك لامعًا.. فالنجوم لا تبرر وجودها في السماء.
moha.077.kh@gmail.com

مرحلة الأساس في بناء الإنسان

تخيّل أنك على وشك تشييد صرحٍ عظيم فمن المؤكد، وقبل أن تضع الحجر الأول ستهتم بالأساس وتحرص على أن يكون متينًا قويًا، وتنتقي بعناية أجود المواد وتستعين بأمهر المهندسين والمقاولين؛ ليكتمل البناء ويصبح رمزًا ومعلمًا يُشار إليه بالبنان.
في هذا المقال لا أشير إلى أبنيةٍ من حجرٍ وأسمنت، بل إلى بناء الإنسان؛ ذلك البناء الذي يبدأ من المرحلة التي تُرسى فيها الأسس التي يُبنى عليها كل تطور ونمو في حياة الفرد، من بدايات الوعي إلى تشكّل الإدراك وصولًا إلى اكتمال الشخصية وتوجهات الفكر والسلوك، إنني في الحقيقة أشير إلى مرحلة الطفولة المبكرة وبوجهٍ خاص -مرحلة رياض الأطفال- الممتدة بين الرابعة والسادسة من العمر؛ حيث تُرسى فيها كافة الأسس النمائية.
إذ يبدأ الطفل بالتعلّم بطريقة حسية، كأن يلاحظ، ويجرب، ويلمس، ويستشعر، ويكتشف كل ما يحيط به، ساعيًا لفهم ذاته، ومحاولاً إدراك كل التفاصيل والتفاعلات من حوله، فتأخذ أبعاده النمائية في التطور بشكل سريع، وملحوظ، ومترابط، وتنمو معارفه شيئًا فشيئًا، ويتسع مفهومه حول نفسه والآخرين، لينتقل من التمركز حول ذاته إلى وعيه بأنه جزء من بيئة أكبر، وتبدأ سماته الشخصية بالتشكّل تدريجيًا.
تُعدّ هذه اللحظات اللبنات الأولى التي تشكّل إدراك الطفل لذاته وللآخرين، وأساس توجهه المعرفي والاجتماعي، بما ينعكس على أفكاره وتوجهاته وسلوكياته المستقبلية، وحين نُقر بأهمية هذه اللحظات وننتبه لأدق التحولات النمائية التي تطرأ خلالها، من ثم نحسن تقديم رعاية تربوية واعية، شاملة، ومتكاملة، نكون بذلك قد وضعنا حجر الأساس؛ لنموٍ سليم معرفيًّا، ونفسيًّا، وفكريًّا، واجتماعيًّا، فينطلق الأطفال كباحثين صغار شغوفين بما حولهم يبحثون عن المعرفة ويخوضون التجارب بثقة.
وإني أؤمن أن مرحلة رياض الأطفال ليست مجرد تمهيدٍ للمراحل التعليمية المقبلة فحسب، بل هي مرحلة مفصلية وفارقة، تُشكّل الأساس المتين في البناء الإنساني لذا، أدعو كل من يتعامل مع الأطفال أن يدرك ويعي بعمق خصائصهم النمائية، وأن يتعامل معها بمسؤولية تربوية تُوازي أثرها العميق على مستقبلهم وأن نمنحهم بداية تليق بعظمة ما سيكونون عليه مستقبلاً، حينها سنبني جيلًا واعيًا، قياديًا، صانعًا للأثر الإيجابي، يسعى لرفعة نفسه ووطنه الغالي.
alanoudasiri23@gmail.com

أذكياء.. لكن أغبياء

يعتقد كثيرون أن الذكاء هو درع منيع يحمي صاحبه من الوقوع في الأخطاء، أو التورط في الأفكار الغريبة، أو اتخاذ قرارات سيئة. لكن الحقيقة قد تكون عكس ذلك تمامًا. فبحسب عدد من الدراسات النفسية الحديثة، لا يرتبط الذكاء دائمًا بالحكمة أو التفكير السليم، بل قد يتحوّل في بعض الأحيان إلى أداة تساعد الإنسان على خداع نفسه!
في دراسة شهيرة أجراها الباحث والعالم المعرفي مايكل شيرمر، وُجد أن الأشخاص الأذكياء جدًا «أصحاب الدرجات العالية في اختبارات الذكاء» كانوا أكثر قدرة على تبرير أفكار خاطئة آمنوا بها مسبقًا، حتى عندما كانت تلك الأفكار غير منطقية أو خالية من الأدلة. يقول شيرمر: «الأشخاص الأذكياء يصدقون أشياء غريبة لأنهم بارعون في الدفاع عن معتقدات وصلوا إليها لأسباب غير ذكية» بمعنى آخر، الذكاء لا يمنعنا دائمًا من تصديق الخطأ، بل يمكن أن يساعدنا على «تزويقه» وتبريره بطرق تبدو عقلانية!
وهنا تكمن المفارقة: نحن في كثير من الأحيان لا نُكوِّن قناعاتنا بناءً على تفكير منطقي، بل بناءً على عواطفنا، ميولنا، تجاربنا السابقة، أو حتى رغباتنا الشخصية. وبعد أن نقرر ما نؤمن به، نبدأ في استخدام ذكائنا للبحث عن الحجج التي تدعم ما اخترناه. وهذا ما يُعرف في علم النفس بـ»التحيّز التأكيدي»؛ أي الميل لتصديق ما يدعم وجهة نظرنا وتجاهل ما يخالفها.
المشكلة أن هذا النمط من التفكير لا يقتصر على عامة الناس، بل يمتد إلى العلماء والمثقفين وحتى صناع القرار. فقد أظهرت دراسة نشرتها مجلة -Behavioral and Brain Sciences – أن العلاقة بين مستوى الذكاء والقدرة على كشف التحيزات الذهنية ضعيفة جدًا، بل إن بعض الدراسات وجدت أن الأذكياء أكثر عرضة للثقة الزائدة بالنفس، مما يجعلهم أقل استعدادًا للاعتراف بالخطأ أو مراجعة قراراتهم.
وفي كتابه – The Intelligence Trap -، يوضح الصحفي العلمي ديفيد روبسون كيف أن الذكاء قد يتحول إلى فخ، حين يُستخدم في الدفاع عن معتقدات خاطئة أو في اتخاذ قرارات مالية ومهنية متهورة، فقط لأن صاحبه يثق كثيرًا بقدراته العقلية. بل وبيّن أن بعض المفكرين الكبار وقعوا في أخطاء جسيمة، ليس لأنهم أغبياء، بل لأنهم لم يشكوا في صحة أفكارهم بما فيه الكفاية.
إذن، ما الذي يمنع الإنسان من الوقوع في التحيز؟ الجواب ليس الذكاء وحده، بل الوعي الذاتي والتفكير النقدي والتواضع. فحين يدرك الإنسان أنه معرض للخطأ مهما بلغ من علم أو ذكاء، يصبح أكثر قدرة على مراجعة أفكاره، والانفتاح على الآراء الأخرى، والتعلم من تجاربه.
قد يكون الذكاء مفيدًا في حل المسائل الرياضية، أو فهم النظريات المعقدة، أو كتابة المقالات، لكنه ليس ضمانًا للقرار الصائب في الحياة اليومية. فكم من أناس بسطاء يمتلكون حسًّا سليمًا وبصيرة نادرة، وكم من عباقرة وقعوا في فخ الكِبر والثقة الزائدة.
في النهاية، ربما نحتاج أن نعيد تعريف الذكاء الحقيقي فهو لا يقتصر على سرعة الفهم أو قوة التحليل، بل يشمل أيضًا القدرة على الشك، والمراجعة، والاعتراف بأننا مهما كنا أذكياء لسنا دائمًا على صواب.
ahmadsinky@hotmail.com

هل كعكتك أفضل من كعكتي؟

تدخل إلى منزلك بعد عناء يوم طويل، لتستقبلك تلك الرائحة الزكية التي تستشعرها حواسك، ويترجمها عقلك بأنها كعكة فدج الشوكولاتة اللذيذة، لترتسم على محياك تلك الابتسامة العريضة، وتبدأ باستعراض سيناريوهات عديدة، ما الذي أود احتساءه معها؟ أكوب من القهوة السوداء الداكنة؟ أم كأساً دهاقاً من لذيذ كتب الشعر وأبياته التي تعزف أحاسيس مترفة، رقيقة؟، أو تستمع لحديثٍ يطرب مسمعك من أهلك وأحبائك أو تشاهد مسلسلاً تحبه وتسعد بحبكة قصته.. ولكن عندما تقدم لك قطعة الكعك على ذلك الصحن المزين بألوانه المذهّبة، تخطر على ذهنك فكرة شريرة! تدعى «ماذا لو؟»!
ماذا لو وضعتي قليلاً من سكر صبرك؟ ماذا لو أضفيتِ بعضاً من بريق وجهك؟ ماذا لو سكبتي الدفيء من احساسك؟ كيف سيكون طعمها؟ .. لماذا تستحل سرقة بعضي مني؟ لماذا تريد أن تزيد حلاوة كعكتك من دمي، وضياء وجهي؟ كلها إن أعجبتك، واستحسنت طعمها، أو اترك كعكتي كما هي تحفةً فنيةً لمن يستحقها فقط.. لن يشعر بغني طعمها إلا ذو ذائقة فريدة..
هناك وصفات لا تقبل أصالتها المس أو التعديل فتفقد هويتها… لا عيب في التعديل والتغيير ذاته، فهو من نتائج طبع الفضولية في البشر، ولكن لا تقتل اللحظة، فيما لا تستطيع قوى الدنيا أجمع، بإعادتها كما كانت، ولا حتى إعادتها بشكل آخر..
أما كان لك أنت تستمع بقطعة الكعك تلك؟ أم أن تلك الفكرة الشريرة كانت أقوى منك؟ لا تغضب إن لم يعجبك وصفها بالشريرة.. ولكنها لم تكن فكرة حسنة على الأقل.. فسمّها ما شئت عدا ذلك..
كثيرون هم المحللون حولنا، يمتازون بقوة الملاحظة، وحسن استقراء واستبصار الأمور، ولكن هل نحن أقوياء بما يكفي لتحمل ما سيخبروننا به؟ هل سيكون التوقيت مناسباً؟ هل نحن مستعدون لسماع الحقيقة؟ والسؤال الأخطر: هل نحن مستعدون لعواقب كشف الحقيقة؟.. ليس دائماً.. نعم ليس دائماً، في ميادين الأرقام، والعلوم، والفيزياء، والنقد، وأسواق المال، نعم، كشف الحقيقة بعواقبها وثمنها مهم جداً، ولكن في ميادين العلاقات، لا، الأمر مختلف، الرابح في ساحة الجدال قد يكون الخاسر الأكبر، هناك علاقات تصان، وأشخاص لا يتكررون، ليسوا لأنهم محور الحياة، بل لأنهم هم الحياة ذاتها لنا، هم النفْسُ والنَفَس.
قد يعارض كثيرون هذه الأفكار، ولكن التاريخ أثبت لي صحتها بالدليل القاطع، عندما نقلب دفتي التاريخ نجد أن للآثار عمقاً وقصةً وهوية، أما الآن وبدافع الحداثة والعصرية والموضة ومواكبة الحياة السريعة والصاخبة، اختفت النقوش والزخارف من تصاميم مدننا وبيوتنا، أصبحت متشابهة إن لم تكن متماثلة، لا ترمز لنا بشفرة مميزة خاصة بنا، ولا تحمل معانٍ سامية أصيلة عنا، لن تحمل قصتنا كاملة للقادم من بني أجيالنا، ولكن الأدب يتفوق على التاريخ، بأن له موهبة خاصة في قراءة شفرات ذات ترددات تشبه موجات الراديو، فهو ينقل صوراً وأحاسيس وعادات و شهد مفردات تحمل في طياتها عبق طيب عود مجالسٍ لم يدون التاريخ محاضر انعقادها، بل استأثر الشعر بها وحده فقط.
bshaleid@live.com

ارتفاع أرباح «شاكر» إلى 19.9 مليون ريال في الربع الثاني من 2025

ارتفعت أرباح شركة الحسن غازي إبراهيم شاكر في الربع الثاني من 2025 بنسبة 20.9% إلى 19.9 مليون ريال، مقابل 16.4 مليون ريال في الربع المماثل من العام الماضي.

وبحسب بيان الشركة على تداول السعودية، ارتفع إجمالي الربح بنسبة 11.3% على أساس سنوي ليصل إلى 92.62 مليون ريال في الربع الثاني من السنة المالية 2025م، مدعوماً بنمو الإيرادات وتوفّر محفظة منتجات أفضل إلى جانب تحسين ضبط التكاليف.

وارتفعت الأرباح التشغيلية بنسبة 70.7% على أساس سنوي لتصل إلى 19.69 مليون ريال، مدفوعةً بالتحسين المستمر في إدارة التكاليف وارتفاع كفاءة تخصيص الموارد.

وارتفع صافي الربح بنسبة 21% على أساس سنوي ليصل إلى 19.90 مليون ريال، مدعوماً بالأداء التشغيلي القوي وانخفاض التكاليف التمويلية، مما أدى الى تعويض الانخفاض في حصة أرباح الشركة من إحدى الشركات الزميلة.

وبلغ صافي ربح شركة شاكر 19.90 مليون ريال في الربع الثاني من السنة المالية 2025م، بانخفاضٍ قدره 26.9% على أساس ربع سنوي، مقارنةً بـ 27.21 مليون ريال في الربع الأول من السنة المالية 2025م.

ويعود هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى انخفاض الإيرادات، لا سيما انخفاض مبيعات الأجهزة المنزلية بنسبة 30.3%، بعد أداء قوي في الربع الأول كان مدفوعاً بزيادة الطلب خلال شهر رمضان الكريم.

وفضلاً عن ذلك، شهد هذا الربع انخفاضاً في حصة أرباح الشركة من إحدى الشركات الزميلة، ما كان له أثر كبير على صافي الربح.

وبلغ صافي ربح شركة شاكر 47.10 مليون ريال في النصف الأول من السنة المالية 2025م، بانخفاضٍ قدره 3.3% مقارنةً بـ 48.70 مليون ريال في النصف الأول من السنة المالية 2024م.

وارتفع إجمالي الربح بنسبة 6.8% على أساس سنوي ليصل إلى 193.25 مليون ريال في النصف الأول من السنة المالية 2025م، مدعوماً بارتفاع الإيرادات وتحسين محفظة المنتجات، إلى جانب الإدارة الفعالة لتكلفة المبيعات.

وارتفعت الأرباح التشغيلية بنسبة 4.4% على أساس سنوي لتصل إلى 44.76 مليون ريال، نتيجة التحسين المستمر في إدارة التكاليف والكفاءة في تخصيص الموارد. وواصلت الشركة كذلك استثمارها في تعزيز قاعدة كفاءاتها لدعم خطط النمو المستقبلي.

وبلغ صافي الربح 47.10 مليون ريال في النصف الأول من السنة المالية 2025م، بانخفاضً قدره 3.3% مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي.

ويعود هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى انخفاض حصة الشركة من أرباح الشركة الزميلة، في حين قد ساهم الانخفاض في تكاليف التمويل نتيجةً لتقليص الديون وتحسين كفاءة رأس المال في تعويض هذا الانخفاض جزئياً.