ميسي وكريستيانو.. نجمان لامعان ولكن

تتابع أعين العشاق والمحبين والمتيمين بسحر الدائرة المستديرة الدوريات والبطولات في كل أصقاع المعمورة، من أجل إشباع ذائقتهم الكروية والاستمتاع بالسحر الكروي الرفيع الذي يقدمه أبرز نجوم كرة القدم في العالم. وهذا حقٌّ أصيل لكل محب للكرة الجميلة والرائعة. ولأجل هذا، هناك لاعب يهتم بذائقة المتابع، وينثر إبداعه وسحره الكروي على العشب الأخضر، بينما آخر لا يهتم بذلك بل يركز على الفوز فقط وتنفيذ ما يُطلب منه حرفيًا دون تقديم أي استعراض أو متعة بصرية. وبالتالي ترتفع أسهم الأول، ويصبح مطلبًا جماهيرياً، فهو عملة نادرة، بينما يبقى الثاني مطلباً عند بعض الجماهير للحصول على الانتصارات فقط.
في كل موسم، وكما جرت العادة، تشير البوصلة دائمًا إلى النجمين الكبيرين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، رغم تواجدهما في دوريين مختلفين وقارتين منفصلتين، إلا أن المقارنات بينهما مستمرة منذ سنوات ولا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد. كل محب وعاشق لهذين الأسطورتين يرى أن نجمه هو الأول والأحق بالأفضلية المطلقة، ولكل من هؤلاء وجهة نظره التي لها مبرراتها ومعطياتها التي يستدل بها.
يرى البعض أن ميسي قد حقق كل شيءٍ في مجال كرة القدم، ولم يكن ينقصه سوى الظفر بكأس العالم، الذي حققه في مونديال قطر 2022، عندما تغلب هو وبقية رفاقه على منتخب فرنسا بالركلات الترجيحية، ليكون بذلك النجم الخارق والأوحد في عالم المستديرة. فما قدمه هذا العملاق خلال مسيرته على المستطيل الأخضر من فن كروي رفيع ومتعة بصرية أخاذة، وإنجازات أصبحت للبعض إعجازات، هي كفيلة بأن تجعله في كفة راجحة وبقية النجوم في كفة أخرى.
إن هذا السرد ليس تعصبًا ولا تحيزًا لهذا الساحر، بل يراه أنصاره ومحبيه إنصافًا لتاريخه الكبير وحضوره الطاغي وأهدافه الخارقة ومراوغاته البارعة ومساهماته الكبيرة في حصول فريق برشلونة على كل الإنجازات وتحطيم كل الأرقام، حتى أصبح الفريق البطل الذي لا يقهر. فالشمس لا تُحجب بغربال، يا سادة.
قد يغضب الكثير من أنصار اللاعب الكبير كريستيانو رونالدو من هذا المديح والإطراء للأسطورة ليونيل ميسي، إلا أن هذا لا يقلل بأي شكل من الأشكال من نجومية وتألق كريستيانو رونالدو، ولا يتجاهل إبداعاته وتاريخه إلا أعمى البصر والبصيرة. لكن في اعتقاد الكثير من عشاق السحر الكروي، أن ميسي ليس له مثيل في تاريخ كرة القدم منذ نشأتها، وربما لسنوات قادمة.
خاتمة: إطراء ليونيل ميسي والإشادة ببراعته في الميدان لا يعني ذلك عدم تميز كريستيانو رونالدو. فكلنا ندرك أهمية «الدون» وقوته التهديفية. فكلاهما قدما للجمهور المتعة الكروية، وكلاهما حقق إنجازات فردية وجماعية جعلت الكثير من عشاق الكرة يعتبرون هذين اللاعبين أعظم من ركل كرة القدم عبر التاريخ.
dakman2019@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *