عقول المبدعين لا تتوقف عند الستين

دائماً ما يتبادر إلى ذهني تساؤل؟ عندما يبلغ أحد العلماء أو الأطباء أو المفكرين وغيرهم من المبدعين سن التقاعد «ستين عاماً»، هل يتم تحويله للتقاعد وبالتالي خسارة تلك الخبرات والعلوم المتراكمة لتذهب سدى؟ حديثي هذا ينطبق على أصحاب الإنجازات والمتميزين والعلوم فقط دون غيرهم من الناس الذين يشملهم سن التقاعد النظامي.
أعتقد أن استثناء هذه الفئة من السن بحيث يصبح مفتوحاً لهم يصب في صالح المجتمع بشكل عام لأن العبقرية عبارة عن تراكم معلومات وخبرات تتطور مع الزمن ليصبح الإنتاج العلمي والإبداع أكثر تميزاً ونجاحاً مع تقادم الزمن، ومن أمثلة ذلك المجال الأدبي والثقافي الذي يصبح متعاطيه أكثر نضجاً وحضوراً كلما كبر في السن، وقس على ذلك الفنانين والرسامين وغيرهم الذين تشكلت مواهبهم قوة وتميزاً بعد الستين.
تصنيف المبدع والعالم يأتي من مراحل مبكرة. ولذلك، عندما نقول أنهم لا يتقاعدون، فالمقصود صاحب الإنجازات منذ مراحل الشباب الذي يعطي وينتج ويحقق الفائدة للمجتمع حتى يصل لمرحلة التقاعد وهو في كامل عطائه، مثل هؤلاء يستحقون الدعم والاستمرار لأن عقولهم ما زالت متوهجة ومعطاءة لفائدة الناس والمجتمع، ومن حقهم علينا دعمهم والاستفادة من عطائهم ودعمهم حتى يحققوا المزيد، الكثير من الحاصلين على جائزة نوبل حققوها بعد الستين مما يشير إلى أن الإبداع والإنجاز لهذه الفئة لا يمكن حصره في مرحلة معينة.
لدينا بعض الجهات التي يقع على عاتقها دعم هؤلاء المبدعين وتحفيزهم لبذل المزيد مثل الجامعات ومراكز الأبحاث بل وحتى الجمعيات العلمية حسب تخصص كل واحدة لنحافظ على تلك الكنوز العلمية من الاندثار لتعطي وتخرج مكنوناتها العلمية وخبراتها المتراكمة بدلاً من تركها تضيع وتتلاشى مع الوقت.
الكنوز الثقافية و أغلب الإنجازات العلمية لم تظهر إلا بعد الستين مما يعني أن ربط هذه الفئة المبدعة بسن الستين لا يحقق الفائده للمجتمع، بل على العكس بعد الستين مثل هؤلاء سيكونون اكثر تفرغاً وإنتاجاً وإبداعاً.
يمكن الاستفادة منهم أيضاً في مجال الاستشارات حسب تخصص كل واحد ليشعروا بتقدير المجتمع حتى مع كبرهم في السن ليزداد عطائهم وحضورهم.
amarshad55@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *