رجعنا بعيون حمراء وأجساد منهكة!!

انتهت الاجازة الصيفية.. وانتهت معها أوقات أمضاها الكثير بين حل وترحال وتغير في جدول يومه وساعات نومه.. وعاد المسافرون إلى ديارهم.. ولكن هل رأيت كيف كانت ملامحهم حين عادوا .. إن تلك الملامح ستكشف القصة كاملة.. فنحن نشاهد وجوها متعبة وعيوناً حمراء وأجسادا منهكة لا تشبه أبداً تلك الصور التي ملأت الانستجرام وإكس وسناب شات وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي.. تلك الصور التي ملأت شاشاتنا بالضحكات والسيلفي المضيء.. الحقيقة تختلف والتفاصيل التي لا تظهر في الصورة أكثر بكثير من التي تنقلها.. الحقيقة إن السفر ترك خلفه هالات سوداء تحت العيون وديونا ثقيلة فوق الجيوب.
وجوه متعبة وعيون حمراء وأجساد منهكة..
المطار كان أول درس في الصبر ساعات من الانتظار، بين تفتيش ونداءات وتأجيلات حتى جلس المسافر على كرسي ضيق يحاصره من كل جهة ليخرج من الطائرة وهو أشبه براكب عربة خشب في صحراء لا نهاية لها لا نوم مريح ولا راحة جسد مجرد انتقال من مطار إلى مطار.
سفر يسرق الجيب قبل أن يسرق الراحة!!
الراتب الذي جمعه طوال شهور تبخر في أيام معدودة. قهوة بضع ريالات هنا، أصبحت بضع عشرات هناك، وجولة قصيرة كلفت فاتورة طويلة وذكريات على شكل فواتير معلقة ينتظرها السداد وهكذا صار السفر رحلة إنفاق لا رحلة استجمام..
الواقع خلف الصور..
الغريب أن كل هذا التعب لا يمنع المسافر من التقاط صور يضحك فيها حتى يظن من يشاهده أنه يعيش أجمل أيامه، بينما الحقيقة أن ما بين كل صورة وأخرى تنهيدة تعب أو رأس مثقل يبحث عن وسادة أو مقعد فارغ يختبئ فيه من الارهاق.
ختاما..
السفر متعة إذا أحسن التخطيط له لكن حين يتحول إلى سباق إنفاق وإرهاق لا ينتهي.. ويصبح مجرد رحلة عذاب مغلفة بابتسامة للصور ودمعة في العيون.
نعود بعدها بعيون حمراء وأجساد مرهقة نردد في أنفسنا.. ما كان أجمل الراحة بين أهلنا وما كان أبسط السعادة في ديارنا.
moad_aziz@hotmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *