التعليم: حلول مبتكرة لمواجهة ضعف الانتباه وفرط النشاط لدى الطلاب

طرح ”الدليل الإرشادي للتعامل مع مشكلات الصحة النفسية“ حلولاً عملية ومبتكرة لمواجهة اثنين من أبرز التحديات في البيئة التعليمية، وهما ضعف الانتباه وفرط النشاط، مقدماً للمعلمين وأولياء الأمور أدوات فعالة لتحويل هذه التحديات إلى فرص بناءة.

وأوصى الدليل، في هذا السياق، باستراتيجيات محددة وذكية تتجاوز الأساليب التقليدية، حيث يقترح إجلاس الطالب الذي يعاني من قلة الانتباه في الصفوف الأمامية لتقليل المشتتات، مع منحه وقتاً إضافياً لإنجاز مهامه.

مهام تتطلب الحركة

وللتعامل مع فرط النشاط، نصح الخبراء بالسماح بفترات راحة قصيرة ومنظمة، وتكليف الطالب بمهام تتطلب الحركة، مثل توزيع الأوراق، بهدف استثمار طاقته الزائدة في نشاط إيجابي ومفيد داخل الفصل الدراسي.

ويأتي هذا التركيز ضمن إطار أشمل للدليل الذي أحدث نقلة نوعية في الأساليب التربوية، متجاوزاً مرحلة تشخيص المشكلات ليقدم حزمة متكاملة من الحلول العملية.

وترتكز فلسفة الدليل على ضرورة الابتعاد الكامل عن الأساليب العقابية، كالعقاب الجسدي أو التهديد اللفظي، موضحاً أن آثارها السلبية قد تكون عميقة، وداعياً في المقابل إلى تبني نهج وقائي وإيجابي يهدف إلى خلق بيئة تعليمية آمنة ومحفزة.

التوجيه الذكي

واقترح الدليل استراتيجيات عامة، منها التجاهل المدروس للتصرفات البسيطة غير المؤذية، واستخدام أسلوب إعادة التوجيه الذكي لتشتيت انتباه الطالب الذي يبدأ في سلوك غير مرغوب فيه. مؤكدا على أهمية مكافأة السلوكيات الجيدة، حتى لو بمحفزات رمزية، وضرورة وضع حدود وقواعد واضحة للسلوك منذ بداية العام الدراسي، مما يمنح الطلاب شعوراً بالاستقرار.

ولم يغفل الدليل تقديم إرشادات للتعامل مع المشاعر القوية، حيث يوجه المعلمين لتعليم الطلاب كيفية السيطرة على الغضب عبر التعرف على علاماته الجسدية المبكرة، وتطبيق قوانين تمنع إيذاء النفس والآخرين والممتلكات. وينصح باستخدام ”الوقت المستقطع“ كفرصة للطالب ليستعيد هدوءه، وليس كعقاب، مع التشديد على أهمية إقرار المعلم بمشاعر الطالب أولاً.

وبالإضافة إلى ما سبق، قدم الدليل حلولاً مصممة لمشكلات أخرى؛ ففي حالات القلق، يوجه المعلمين إلى التحدث بهدوء مع الطالب وتجزئة المهام الكبيرة إلى أجزاء أصغر. أما في حالات الاكتئاب، فينصح بربط المهام الدراسية باهتمامات الطالب الشخصية، وتحدي أفكاره السلبية من خلال تقديم أدلة واقعية مضادة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *