في أقصى الجنوب من المملكة العربية السعودية، حيث الطبيعة الخلابة والهوية الثقافية الفريدة، تتجذر كرة القدم في أعماق مجتمع جازان، ليس كلعبة رياضية فحسب، بل كجزء من حياة الناس اليومية ونبض أحيائهم. إنها ليست مجرد رياضة، بل شغف يسري في الدماء، ومصدر فخر وطموح مستمر.
كرة القدم في جازان.. عشق متوارث
حب كرة القدم في جازان يبدأ من الحواري، وينمو في ملاعب الأندية الصغيرة، حيث يمارس شباب المنطقة لعبتهم المفضلة تحت وهج الشمس أو أضواء المساء المتواضعة. في المناسبات، تكون الكرة حاضرة، وفي التجمعات، تدور الأحاديث حول نتائج المباريات المحلية والدولية، أما الفرق العالمية والمحلية فهي جزء من هوية الأفراد، ولكل بيت فريقه المفضل.
ما يميز عشق أهالي منطقة جازان لكرة القدم هو الروح القتالية والإصرار، وكأن الكرة أصبحت رمزًا للأمل، والطموح، ووسيلة لإثبات الذات. هذه العلاقة الخاصة جعلت من المنطقة بيئة خصبة لاكتشاف المواهب، وإنتاج لاعبين يملكون المهارة والذكاء الكروي الفطري. ومن هنا برزت أهم الأسماء في عالم كرة القدم اللذين انطلقت موهبتهم وترعرت في المنطقة ومنهم «آل عطيف – أبناء الهزازي – سعود كريري – عبد الفتاح عسيري»، وغيرهم الكثير والكثير وآخرهم يلمع نجم علي مجرشي لاعب نادي الأهلي.
رغم التحديات، لم تتوقف أندية جازان عن السعي للتميز. نادي حطين مثلًا، هو أحد أبرز الأندية التي رفعت اسم المنطقة عاليًا، ولامس عدة مرات بوابة الصعود إلى دوري المحترفين. كذلك نادي اليرموك، والتهامي بمدينة جازان، وهناك الوطن والأمجاد والصواري وبيش وفيفا، وتملك هذه الأندية جماهيرية محلية واسعة وإرثًا رياضيًا متجذرًا.
ومع التطوير الحالي الذي يشهده القطاع الرياضي في المملكة، بات من الواضح أن أحد أندية جازان بات قريبًا جدًا من استحقاق الصعود إلى دوري روشن، وهي خطوة ليست مجرد إنجاز رياضي بل حلم جماعي لأبناء المنطقة.
الوصول إلى دوري روشن، النخبة الكروية السعودية، لم يعد حلمًا بعيدًا لأندية جازان. فالبنية التحتية الرياضية تتطور، والدعم الحكومي والخاص بدأ يلمس الأندية ، والجمهور المتعطش للإنجازات لا يتوقف عن التشجيع والمؤازرة.
إن صعود أحد أندية جازان إلى دوري روشن سيكون تتويجًا لعقود من الصبر والعمل الجاد، ومصدر فخر لكل من عايش كرة الحواري، وصبر على ظروف الملاعب الترابية، وآمن بموهبة اللاعبين المحليين.
الخاتمة: جازان تستحق مكانها في القمة. فجازان قلب ينبض بالشغف والتاريخ والمواهب. وأهلها، الذين عشقوا الكرة بالفطرة، يستحقون أن يروا أحد أنديتهم يصعد إلى دوري روشن ويقف نِدًّا للكبار. هي ليست نهاية حلم، بل بداية حكاية جديدة، عنوانها: جازان مهد الشغف وسيرة المجد الكروي وحلمٌ قريب.