الزهور ثلاثية اللغة وهذا التميز بلغاتها يجعلها محل تقديري وإعجابي ويجعلها بعد النخلة المفضلة عندي على سائر النباتات، وسأفرد بحديث شبه وافي عن مميزات كل لغة؛ وسأبدأ بلغة تأسرك وتشدك زوايا جمالها لو تأملتها لغة الشكل التي تُميز الزهور فأشكالها عديدة مختلفة البتلات بعضها يأتي في صف واحد متشعب ليكون هيئة مستديرة أو مدببة وبعضها يأتي بصفوف متعددة ترتدي لونا بدرجة واحدة وبعضها يتدرج فيها اللون لدرجاته المختلفة وبعضها بجانب تعدد صفوف بتلاتها يمتزج فيها لونين أو عدة ألوان قد تكون متجانسة أو متنافرة إلا أنها تتداخل بسلاسة فريدة أنيقة، لغتها الثانية «الأريج»وهذا الأريج شذاه يختلف حسب الأنواع بل أحيانا على نفس الغصن تتجاور نفس الزهور ولكل زهرة شذى خاص بها وبعض الزهور تظنها بلا عبير ولكن عبيرها يكون خفي لاتشتمه في ظني إلا الفراشات والنحل وبعض الطيور، اللغة الثالثة للزهور دلالاتها وهي لغتي المفضلة فالزهور الحمراء مثلا بأي نوع كانت تدل على معاني الحب والبيضاء تدل على الإخلاص والصفراء تحمل معاني التقدير للأصدقاء والبنفسجية وهي الأقرب لقلبي مرسال لمعاني كثيرة فهي تتحدث عن الحب العميق والروحانية الصافية وتعبر عن الإمتنان، الإحترام، التقدير والوفاء وتشير أيضا إلى الغموض يالها من زهرة دلالات لغتها كثيرة.
هناك أشياء أخرى تحاول أن تحاكي الزهور بلغاتها الكثيرة إلا أن الزهور لها السبق في كل الميادين وسأضرب مثلا على هذه الأشياء وسأختار»العطور»بأسمائها الرنانة وزجاجاتها متعددة الأشكال والألوان وأغطيتها التي تضاهي جمال الحلي أحيانا بشفافيتها أو عتامتها التي تسدل على مزيجها الستار لتخفي تفاصيله وتُبقى سرا متى سيقارب على النفاذ؛ إلا أن لغة حديث أريجها تبقى في طي الكتمان ما لم تتجرأ وتحفزها بضغطة رقيقة على الإنتشار، في هذا تشبه قلوب الأصفياء التي تحمل لك كما هائلا من ينابيع المشاعر العذبة ولا تصل إليك معانيها فتستطعمها، نعم قد تشعر بها ولكن الشعور يظل في خانة الشك مالم يواكبه حديث يطمئن الوجدان، لذلك عبر عن شعورك دائما بالأقوال والأفعال فهناك من لايستوعب الحديث المكتوم مهما احتوى على رموز أو إشارات
ishe333@gmail.com