الكل بات يعرف فيما يخص الوضع لبنان أن قرار سحب السلاح من كل الأجسام الموازية قرار لا رجعة فيه، وهو قرار دولة وحكومة و أغلبية شعبية لبنانية ، والكل يعرف أن الجيش اللبناني أُعطي الصلاحيات الكاملة بتنفيذ هذا القرار.
وتقول بعض المصادر أن التنفيذ قد يعتمد إلي بداية شهر سبتمبر القادم، بقيت معضلة تتعلق بالعلاقة مع الكيان الإسرائيلي الذي يواصل العدوان على الأراضي اللبنانية بحجة سلاح الحزب المنفلت والمخبأ في أنفاق ومناطق سكانية مأهولة للتمويه، وهنا أو في هذا السياق يبرز الدور الأمريكي حيث تقوم الولايات المتحدة عبر وسيطين رئاسيين بالتباحث المستمر مع لبنان وإسرائيل للوصول لحلول توقف عدوان إسرائيل على لبنان وتمكن الدولة اللبنانية من تنظيف لبنان من سلاح ليس سلاح الدولة ولا الشعب اللبناني.
متخذ القرار في بيروت يدرك أن قرار الحزب وتعنته في تسليم سلاحه للدولة مبني على مواقف إيرانية، لكن المسؤولين في بيروت لا يقولون هذا الكلام بشكل علني ويتمنون أن تكون الحلول والمصالحات بين اللبنانيين وبعيداً عن تدخل الآخرين سواء كان إسرائيل أو إيران. ولكن بعد زيارة علي لارجاني المسؤول عن الأمن القومي في إيران لبيروت يوم ١٣ أغسطس يقال أن الحزب تشدد في التعاطي مع الدولة اللبنانية حول موضوع السلاح بما يشير إلى أن هناك توجيهات إيرانية أدت بالحزب لتغيير موقفه الذي سبق أن قبله ضمن فريق العمل اللبناني في شهر أكتوبر ٢٠٢٤ الماضي.
هذه اللفته لم يكن أحد يجروء عن تبيانها، وتوضيحها للناس بهذه الصراحة، والوضوح، لكن وزير الخارجية اللبناني الأستاذ يوسف رجي في تاريخ ٢٠ أغسطس ٢٠٢٥ تحدث للصحافة بشكل غير مسبوق وكان قد سبقه بيوم واحد لقاء مع قنوات فضائية مشهورة لرئيس الدولة العماد ميشيل عون، تحدث بما يفهمه العارفون ببواطن الأمور، أما الوزير رجي فقد سمى الأشياء بإسمها وأكد بوضوح أن الحزب يجر لبنان بدولته وشعبه ومستقبل سكانه إلى الحرب، وأن الحزب يتلقى التعليمات التي تشق الصف اللبناني بشكل مباشر من قادة الحرس الثوري، وأن الحزب يتاجر بمستقبل الطائفة التي يعتقد أنه يمثلها.
الوزير أكد أن لبنان في الفترات السابقة قَبِلَ بأن يكون تابع، ولكن الوقت حان ليكون لبنان حر نفسه ولبنان قيادته الحالية يتبرأ من كل أشكال الوصاية، والتبعية ويعود للمحيطين العربي، والدولي.
salem.asker@gmail.com