في زمن تتعالى فيه الأصوات مطالبةً بالمسؤولية المجتمعية، يبرز القائد الحقيقي ليس فقط من خلال قراراته السياسية أو رؤيته الاقتصادية، بل من خلال أفعاله الإنسانية التي تُلامس حياة الناس مباشرة.. ومن بين تلك الصور المشرقة في قيادة الوطن، يأتي نموذج حيّ للعطاء والتواضع، ففي بادرة إنسانية كريمة، تبرع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- بالدم، وذلك ضمن حملة سنوية للتبرع بالدم أطلقها سموه، امتدادًا لرعايته الكريمة للعمل الإنساني، وتشجيعًا لجميع فئات المجتمع على المبادرة بالتبرع، امتثالًا لقوله تعالى: «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا»، وتجسيدًا لحرصه على تعزيز المشاركة المجتمعية، وترسيخ ثقافة التبرع الطوعي، ودعم الجهود الوطنية في القطاع الصحي.
حين يتبرع القائد بدمه، فهو لا يمنح قطرات تنقذ حياة فحسب، بل يرسل رسالة قوية مفادها أن العطاء لا يُقاس بالمكانة، بل بالفعل. الأمير محمد بن سلمان، بخطوته هذه، جسّد معنى القدوة، وأكد أن القيادة ليست سلطة، بل مسؤولية أخلاقية وإنسانية.
مبادرة سموه، ألهمت آلاف المواطنين والمقيمين في المملكة، وشجعتهم على المشاركة في حملات التبرع بالدم، خاصة في ظل الحاجة المستمرة للمخزون في المستشفيات.. لقد تحولت الصورة التي ظهر فيها سمو ولي العهد وهو يتبرع بالدم، إلى رمز محفّز على العمل الإنساني، ورسخت ثقافة التكافل والتضامن بين أفراد المجتمع.
سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لا يكتفي بإطلاق المبادرات، بل يشارك فيها بنفسه، مما يعكس فلسفته في القيادة: أن يكون القائد أول من يتحرك، وأول من يعطي، وأول من يشارك. هذه الروح القيادية هي ما يجعل الشعب يلتف حوله، ويثق برؤيته، ويؤمن بمستقبل تقوده الإنسانية قبل السياسة.
في عالم مليء بالتحديات، تظل المواقف الإنسانية هي التي تخلّد القادة في ذاكرة الشعوب. وتبرع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالدم ليس مجرد فعل طبي، بل هو موقف وطني وإنساني، يثبت أن القيادة الحقيقية تبدأ من القلب.
alnajeeh@gmail.com