شجرة النجاح، شجرةٌ زرعها الإبداع، ونمت فروعها في الأرجاء، وسلكت إلى المناطق المجاورة لبذر بذور التجديد لتتكون شبكة الإنجاز، ولكن أحد الفروع تألم.
غابة الحياة، أرض احتضنتها الطبيعة بجمالٍ أخاذ، ويُخْتَزَن في ذاكرة سكانها حكايات الماضي، ومع مرور الزمان تنوعت المنازل، وكبرت بين جدرانها أحلامٌ تخبئها عقول الطموحين، وعبر وسائل التواصل انتشرت صور هذه الغابة الأخاذة، فأرسلت شجرة النجاح أحد فروعها ليلتقط صورًا إليها برفقة التطوير.
وصل التطوير إلى الغابة، وعند مشى على عشبها تعرضت لشوكةٍ كان الحقد قد خبأ نفسه في داخلها، وعلى الرغم من إبعاد الشوكة على قدمه، فقد دخل الحقد إليه، وانبهر بجمال هذه الغابة، وفكر في خططٍ استثمارية تعزز وجود هذه الغابة، ولأن شجرة النجاح صادقةٌ في تحسين أحوال ما حولها، كان النقاء يعيش في قلبها، ويتنقل بين فروعها، وشاهد الحقد الذي تسلل إلى داخله، فحاول فرع النجاح تهدئة النفوس، وأن يزرع بكلماته التشجيعية روح السعادة بين الناس وأن يطمأنهم بأن أحوالهم سوف تتحسن، وأن الطريق لن يكون طويلاً إلى ذلك الحد، وانتظر الجميع ما سيحصل.
كلفت شجرة النجاح التطوير بالقيام بالمهمة، فذهب مع الفرع، وفور وصوله قرر إنشاء طريقٍ كبير، ولكنه يكلف معظم السكان منازلهم المأهولة، والتي لا تزال قيد الإنشاء، وقام التطوير بنثر بذور التحفيز التي وضعها الفرع سابقًا، فاشتعل الغضب بين الناس؛ فمع هذا العمل ستذهب أحلامهم، وطموحاتهم في مجرى الرياح، وقام التطوير بربط نفسه مع الفرع، ففهم الناس أن سجرة النجاح هي من تريد تدمير موطنهم الذي يكتنز استثماراتٍ يمكن تحقيقها دون هدم المنازل، وتألم الفرع لما رآه، ودمعت عيناه أمام التطوير، والتقى النقاء ضد الحقد.
لا يزال فرع النجاح يتألم، والنقاء يحارب الحقد، في مشهد يرقبه الجميع وهم يفكورن بذات الأمر! يا ترى من سينتصر؟ ولعلي أقف هنا عند هذا السؤال وأترك لكم الاجابة لحين نلتقي في مقال جديد. دمتم بنقاء ونجاح.
BayianQs03@outlook.sa