ويأتي ذلك في إطار التوجه الوطني لدعم التعليم الرقمي، وتعزيز الثقافة السيبرانية، وبناء مجتمع معرفي قادر على المنافسة عالميًا وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وجرى اعتماد منهج “الأمن السيبراني” لطلاب وطالبات الصف الثالث الثانوي (المسار العام)، حيث يقدم بأسلوب التعلم الذاتي عبر منصة “مدرستي” ليكون إدراجه لأول مرة خطوة مهمة نحو نشر الثقافة السيبرانية.
ويهدف المنهج إلى التعريف بمفهوم الأمن السيبراني من خلال وحدات دراسية متخصصة تمكّن الطلاب من فهم مصادر المخاطر السيبرانية وطرق الحماية منها، بما يواكب التطورات العالمية، ويسهم في بناء وتعزيز الثقافة السيبرانية على نطاق واسع.
كما يركز على رفع مستوى وعي الطلاب بمفاهيم الأمن السيبراني وفهمه على المستويين الوطني والشخصي، وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتعامل مع المخاطر السيبرانية المختلفة وتطبيق أساليب الحماية منها، إضافة إلى الإسهام في تعزيز مكانة المملكة في التعليم الرقمي، وإعداد الكوادر الوطنية المؤهلة في هذا المجال الحيوي.
حماية البيانات والتواجد الرقمي
وفي السياق ذاته، أطلق المركز الوطني للمناهج منهج “الذكاء الاصطناعي” كمبادرة وطنية تستهدف جميع مراحل التعليم العام، بدءًا من المرحلة الابتدائية المبكرة وحتى المرحلة الثانوية.
ويهدف هذا المنهج إلى تعريف الطلاب والطالبات بمفاهيم وأسس الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته العملية، مع التركيز على تعزيز المهارات التقنية والابتكارية لديهم، وغرس قيم الاستخدام الأخلاقي والآمن للتقنيات الحديثة، بما يسهم في إعداد جيل قادر على المنافسة عالميًا وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
ويغطي منهج الذكاء الاصطناعي جميع المستويات الدراسية وفق أربع مراحل تبدأ من المستوى الأول في المرحلة الابتدائية الأولية، ثم المستوى الثاني في المرحلة الابتدائية العليا، يليها المستوى الثالث في المرحلة المتوسطة، وأخيرًا المستوى الرابع في المرحلة الثانوية.
ويُطرح المنهج بواقع عشر حصص زمنية لكل مستوى، ويقدم عبر تطبيقات منهجية متعددة تتوافق مع الموارد والإمكانات المتاحة في المدارس، إضافة إلى توفير حقائب تدريبية للمعلمين لضمان جودة التطبيق وتحقيق الأهداف المرجوة.
كما يتضمن المنهج مجموعة واسعة من الموضوعات التي تشمل أساسيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، والخوارزميات وتعلم الآلة، والرؤية الحاسوبية ومعالجة اللغات الطبيعية، وتصميم الروبوتات وتطوير الإبداع في المسابقات العلمية والعملية، إلى جانب استشراف مستقبل الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مختلف المجالات.
وأكد المركز الوطني للمناهج أن إدراج منهجي “الأمن السيبراني” و”الذكاء الاصطناعي” يمثل نقلة استراتيجية في التعليم العام، ويعكس توجه المملكة نحو الريادة في المجال الرقمي، بما يعزز قدرات الطلاب والطالبات على مواجهة التحديات التقنية المعاصرة، ويمكّنهم من الإسهام في حماية المجتمع ودعم مسيرة التنمية الوطنية، ويسهم في إعداد أجيال مؤهلة قادرة على المنافسة عالميًا في مجالات التقنية والابتكار.