هل ينبغي تسريح ميشيل غونزاليس من تدريب القادسية؟

مطالبات كبيرة من الشارع القدساوي بإقالة مدرب الفريق ميشيل غونزاليس قبل انطلاق منافسات دوري روشن السعودي بعد الهزيمة النكراء أمام الأهلي بخماسية مقابل هدف في نصف نهائي كأس السوبر السعودي.

الهزيمة كانت سبب برفع الاصوات وزيادة المطالبات بإعفاء المدرب الإسباني. لكن جاء ذلك بسبب الاحتقان من القرارات الفنية خلال الموسم المنصرم، والتي أزعجت فئة كبيرة من أنصار القادسية.

لكن هل يستحق ميشيل غونزاليس كل ذلك بعد موسمًا ناجحًا فاق التوقعات؟

المسألة غير مرهونة بالألقاب فقط أو بالتكتيكات والكرة الجاذبة. فهناك جوانب أخرى ينبغي تناولها والوقوف عندها.

يُعد القادسية تحت إمرة ميشيل غونزاليس أكثر فريق متسق الأداء خلال الموسم الأخير، كما أنه صاحب أفضل دفاع باستقبال 31 هدفًا فقط. فضلًا عن كونه الأكثر حفاظًا على الشباك النظيفة بواقع 14 مناسبة.

من خلال المؤتمرات الصحفية التي ظهر بها ميشيل غونزاليس، اتضحت سماته بالقدرة الجيدة على التعامل مع الإعلام، وعدم منح الصحفيين ما يريدون سماعه من أجوبة، وصنّاع القرار يفضّلون هذا النوع من المدربين.

المطالبة بالمزيد في المباريات، ورفع المعايير غيّر عقلية اللاعبين، فشخصية المدرب انعكست على المجموعة، إذ أضاف ميشيل غونزاليس طابعه الشخصي، ليغدو الفريق أكثر انضباطًا وحرصًا على النتائج.

الجماهير عاطفية بطبعها، وهذا ليس عيبًا، فكلنا نريد الأفضل للفريق الذي نشجعه، لكن المدرب خاض موسمًا واحدًا، والقادسية كان في الدرجة الأولى، ليصل إلى روشن بقيادة المدرب الإسباني. من الغير معقول مطالبته بالألقاب خلال هذه المرحلة.

لا أحد كان يتوقع الوصول إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، وهذا المستوى في دوري روشن السعودي الذي تكلل باحتلال المركز الرابع، كما وصل الفريق لمرحلة الحديث عن المنافسة على اللقب خلال فترة وجيزة، وهذا يُعد انجاز.

يتماثل المدرب ميشيل غونزاليس مع تطلعات الإدارة، مما دفعهم لتمديد عقده وتجديد الثقة به إلى 2027 خلال شهر فبراير الماضي.

هي مسألة علاقة المدرب برؤوسائه، وتوافق الأفكار، حيث يعتبر ميشيل مدرب بناء. حقق فقط ثلاثة ألقاب خلال مسيرته التدريبية طيلة العشرين عامًا عندما قاد أولمبياكوس اليوناني إلى بطولتي دوري، والكأس المحلية. ولا نغفل عن كونه قاد فرق متوسطة وليست كبرى تمتلك قدرات مالية ومتسلحة بالجودة.

لم تدم فترة ولايته للفرق إلى أكثر من موسمين، فهو المدرب الذي يضع الأساسات قبل رحيله.

فترة الحصاد لم تحين بعد، وما زال النادي في طور الازدهار، فلابد من التحلي بالصبر، وعدم استعجال الأمور.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *