عندما يقترب العام الدراسي من بدايته أحمد الله وأشكره على أن التعليم في بلادي متاحا للجميع توفر كُتبه وتعبد طُرقه ويسخر النقل ليصل بك إلى رحاب مدارسه وأتأمل عوالم كثيرة التعليم فيها يقترن مع كلمة حسرات أو حلم مؤجل إلى حين فأشكر الله القدير الجليل على أنه منَّ علينا بحكومتنا الرشيدة التي توالي التعليم إهتماما عظيما ليس لأنه سلاحا ضروريا لدحض الجهل والتقدم في شتى المجالات بل لأنه مطلبا دينيا تفهمه من خلال سياق آيات كثيرة في القرآن الكريم وعلى سبيل الأمثلة وليس الحصر لتقرأ الآية 9 من سورة الزمر والآية 11من سورة المجادلة والآية 54 من سورة الحج.
تُسَتقبل وفود طلبة العلم وينشط في مدار التعليم قطبان قطب يصدر العلم بعزم وإخلاص وقطب يستورده بجد واجتهاد؛ سيبدأ العام وستحتل العقول والغايات والأبدان كراسي الفصول وستنتهي حصة إثر حصة فالجداول قد رُتبت وضمن لكل طالب وطالبة كتاب وسيجمعهم مصلى رائحته عطرة فالكل اعتنى بهذا المكان ففيه سيقف رواد العلم بين يدي معلم الإنسان بخشوع وسينتهي اليوم وسيتفرق رواد المدارس عن منارة تنير الإدراك وتحقق الأمنيات.
ستتزين خلال هذه الأيام الكتب والدفاتر بخانات نُقشت بأسماء الطلاب والطالبات وسيجتهد الأغلب بتجميل سطورهم بالألوان وستمتلئ السبورات بالمعلومات والخرائط والمعادلات وستُكتب جمل ستُشكل حروفها وسيوضع تحتها خطا وستثبت في الفؤاد فقد تخيروها معلمو الخير من بين صويحباتها لأن لها أثرٌ بناء؛ أروقة المدارس بلوحاتها الجميلة سترتادها الأبصار وستزخر المراسم بالإبداعات وستتفاعل الإختراعات في المختبرات وعلى طاولات قادة العلم ستنتشر الأقلام الحمراء التي ستزين الإجابات بصح مذيلا بنجمة وحوافز تُضيئها عبارات.
غرف الإداريين والإداريات ستكون نواة تُسَيّر الأعمال ومتابعتها ليسير العام بنظام، فناء المدرسة سيزهر بالأحاديث والضحكات وسيصطف كل صباح رواد العلم بترتيب ونظام يردّون بتحية على تحية الصباح ويتبعونها بتلاوة خاشعة لفاتحة الكتاب لتتنزل عليهم سكينة الرحمن مشفوعة بالأجور مؤرخة بالنيات سيرددن بعدها النشيد الوطني بكل حب وإجلال ووفاء وسيخفق مواكبا نبضاتهم علم البلاد الراكز على أسوار المدارس بفخر وإباء.
ishe333@gmail.com