وصف مدرب تطوير الذات والاختصاصي في التنمية البشرية، ياسر الحزيمي، الوقف بأنه ”عُمرٌ ثانٍ للإنسان“، مؤكدًا أن أثره النفعي لا يتوقف بانتهاء حياة الفرد، بل يمتد ليكون حياة أخرى متجددة ومتصلة بالآخرة.
وأوضح الحزيمي، في لقاء خاص مع الـ ”اليوم“ على هامش مؤتمر TEDxKAU الذي أقيم بجامعة الملك عبدالعزيز، أن شعار المؤتمر “اللانهاية” يجسّد المعنى العميق للوقف، فهو يُدخل الإنسان في معادلة لا متناهية من الأجر والعطاء، واصفًا إياه بالتجارة مع الله التي لا يمكن حصرها أو حسابها.
إصلاح وتزكية
وأشار إلى أن أثر الوقف لا يقتصر على تعمير الآخرة، بل يبدأ بإصلاح الدنيا، حيث ينعكس أولًا على نفس الواقف فيزكّيها ويحصّنها من قيم سلبية كالحسد والغيرة، ويمنحه شعورًا أعمق بقيمته الحقيقية عبر ترسيخ ثقافة نفع الآخرين.
وبيّن الحزيمي، أن مفهوم الوقف قد تطوّر ليصبح أكثر شمولًا، ولم يعد مقتصرًا على المال والعقار فقط.
وقسّم الأوقاف إلى أربعة أنواع رئيسية تشمل: الوقف المالي عبر الصناديق الوقفية أو التبرع المباشر، ووقف العقار كالأراضي والمنازل، والأوقاف المنقولة كالأجهزة الطبية والمركبات، وصولًا إلى الأوقاف المعنوية وهي الأحدث والأكثر انتشارًا، والتي تشمل تخصيص حسابات على منصات التواصل لنشر العلم، أو إتاحة كتب إلكترونية، أو إنتاج مقاطع تعليمية معرفية.
وأكد أن الوقف، في جوهره، فلسفة حياة تتجاوز حدود المال لتشمل كل ما يترك أثرًا إيجابيًا وممتدًا، فهو يربط حياة الإنسان الفانية بأثر خالد يستمر في الآخرة إلى الأبد.