نتحدث في هذا المقال عن أعداء ليس الأعداء الذين خطروا ببالك هم أعداء ليس ظاهرين لنا بشكل مباشر وقد يكون هذا العدو قريب منك و كما جاء في مقولة الكاتب “فولتير” – العمل يقتل أكبر أعداء الانسان ، الملل والشر والفقر- .
إن الانسان في هذه الحياة في صراع دائم ومعركة مستمرة وفى معاناة وتعب إذا وجدت المعركة لا بد من وجود الأعداء.. يقول الله تعالى “يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ”.
وجدت الملل بتسرب إلينا كالنار في الهشيم لم يفلت منه فقراء أو متوسطي الدخل ووجدته ينتشر بنطاق واسع وجدت الملل يتسرب للناس لم أشاهده من قبل وقت مضى ففي كل مكان أذهب إليه في الأسواق والمولات حتى في المؤتمرات والندوات والجلسات واللقاءات الاجتماعية رأيت أناس يطل الملل من عيونهم المتكاسلة وتكشف حركاته المتناقلة في المكان والشكوى من صديق أو زميل وقد أصابه الملل لم يترك أحدا وأكاد أن أجزم إيضا إنه اختار النساء لغالبية ضحاياه.
الملل.. العدو الذى يجب أن نحذر منه ولا نتركه يتسلل ويتسرب ليصل إلى نفوسنا وإلى مأكلنا ومشربنا حتى لا يمتلك عقولنا وأجوافنا.
لذلك، وجد الحل الكاتب فولتير عندما قال: بالعمل نقضى على أعدائنا الخفية الملل والشر والفقر لأن الملل يخلق الفراغ ويجعل الإنسان أكثر عرضه والتأثير السلبى واليأس.
كما أود أن أشير أن للفقر أنواع ليس فقط ما تعارف عند الناس نقص في الموارد المالية لسد الاحتياجات الأساسية وهناك أنواع للفقر، مثل الفقر في الدين والفقر في العقل والفقر في الصبر والفقر في المروءة، ولكن الفقر الذى يكون عدو للناس ويجب محاربته والتخلص منه هو الفقر في قلت الموارد المالية والذى ينتج عنه الجرائم والفساد وقد وضع الإسلام الحل لمشكلة الفقر ابتداء من الفقير ذو الحاجة وان يصبر على مصيبته وبذل الجهد لرفع الفقر عن نفسه وأهله لقول الله سبحانه وتعالى “وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا”، وهذا الاعتقاد بأن الانسان المسلم يصبر على ما يصبه من فقر وأن يلجأ الى الله تعالى وحده وطلب الرزق وان يرضى بقضاء الله، ويسعى لطلب الرزق.
وكما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنه كان يستعيذ من الفقر لما له من آثار نفسية على الفرد والاسرة والمجتمع وقد جعل الله تعالى للفقراء نصيبا في الزكاة ويعطى الفقير حتى يغتنى ويزول فقره ولقول الرسول “ليس المسلم الذى يشبع ويجوع جاره”، وقد حث الإسلام على العمل للتخلص من مشكلة الفقر، حيث دعا المسلم الى العمل واعتبر العمل عباده ليتقرب من خلاله لله تعالى الفرد يجب عليه السعي من كسب قوته والاستعفاف عما في يدى الناس عليه السعي للرزق والعمل واذا لم يستطيع بلوغ الكفاية له والى أولاده هنا يأتي دور المجتمع. وكما قال الشاعر “الشيطان والدنيا ونفس والهوى ما حيلتى جميعهم أعدائى”.