باكستانيون يبحثون عن أقاربهم وسط الدمار على أضواء الهواتف المحمولة

بأضواء الهواتف المحمولة، يفتش سكان قرى في شمال باكستان بحثًا عن أقارب لهم بين أنقاض منازلهم التي دمرتها الأمطار الغزيرة المصاحبة للرياح الموسمية، لمحاولة إنقاذهم.

ويحمل البعض مجرفة أو مطرقة، في حين يعوّل آخرون مثل الطالب صقيب غاني من بلدة دالوري على أياديهم للبحث في الركام. وقد عثر على جثة والده، لكنه يبحث عن أفراد آخرين من عائلته ما زالوا عالقين تحت الأنقاض، أحياء أو أمواتًا.

وبهدوء ولطف، يبعد مسعفون الشاب المصدوم ويصطحبه جيران ويسقونه ماء في محاولة بائسة للتخفيف من حزنه.

ويوم الاثنين، انقلبت حياة جميع سكان دالوري رأسا على عقب، ودُمر 15 منزلًا بالكامل، في حين تعرضت منازل كثيرة أخرى لأضرار جسيمة، وأُعلن مقتل 9 أشخاص، فيما لا تزال الأبحاث متواصلة عن المفقودين المقدر عددهم بنحو 20.

وفاة 706 أشخاص

وفي إقليم خيبر-باختونخوا الجبلي المحاذي لأفغانستان في شمال غرب باكستان وحده، سجلت 356 وفاة، بحسب الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث.
وفي المجموع، قضى 706 أشخاص منذ بدء الموسم في 26 يونيو الماضي الذي يُتوقع أن يستمر حتى منتصف سبتمبر وهو شديد الوطأة هذه السنة.

وسجلت سيول وحلية وانزلاقات تربة وفيضانات مباغتة في محافظات باتاجرام وبونر المجاورتين إلى الشمال وباجور ولوير دير إلى الغرب.

وصباح الاثنين، “سُمع دوي قوي في أعلى الجبل وشوهد دخان أسود”، بحسب ما قال القروي لال خان لوكالة فرانس برس.

وبدأت “سيول جارفة تتدفق من المنحدرات الجبلية”، بحسب ما روى المزارع البالغ 46 عامًا الذي لمح يد جارته وسط الأنقاض. وعلم لاحقًا أنه عثر على جثتها وجثث أطفالها الأربعة.

وقال الرجل بأسى: “لا حول لنا ولا قوة في وجه هذا المصاب الذي أنزلته بنا الطبيعة”.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *