لبس الشماغ لطلاب المرحلة الابتدائية!

ما أقرته وزارة التعليم مؤخراً من إلزام الطلاب في جميع المراحل بارتداء الزي الوطني الكامل، باستثناء العقال الذي بقي اختيارياً، هو قرار جميل ورائع، حيث يعزز الانتماء للهوية الوطنية، ويُظهر تقديراً واحتراماً لتراثنا وتاريخنا الأصيل الذي نفخر ونفاخر به عبر العصور.
ما كنا نشاهده سابقاً في الميدان التربوي كان مؤسفاً، حيث نجد الكثير من الطلاب لا يتقيدون بالزي الوطني، ونادراً ما نجدهم يحرصون على ذلك، مما يعكس عدم الوعي بأهمية هذا الزي. كما أن المدرسة قد لا تعير لهذا الأمر أي اهتمام، كون القرار ليس بيدها بل بيد الوزارة.
لكن في القرار الأخير عن إلزام طلاب المرحلة الابتدائية بالشماغ أو الغترة، وهذا ما يجب على الوزارة مراجعته. ففي هذا القرار بعض الملاحظات، منها التكاليف المالية الإضافية التي ستتحملها الأسر، خصوصاً وأن بعض الطلاب في هذه المرحلة العمرية غير مبالين ومدركين لأهمية الحفاظ على مستلزماتهم الشخصية. فقد يتعرض الشماغ للتلف أو الضياع لكثرة الحركة واللعب مع الأقران، مما يوجب على الأسرة شراء بديل وإنفاق المزيد من المال، والمحصلة هي أعباء مالية كانوا في غنى عنها.
إضافة إلى ذلك، فإن ارتداءهم للشماغ بشكل يومي يُسبب لهم انشغالاً وتشتتاً أثناء الحصص الدراسية، مما يؤثر سلباً على تركيزهم مع معلميهم بسبب كثرة الحركة لترتيب وضبط الشماغ باستمرار، كونهم غير معتادين عليه، بعكس طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية الذين اعتادوا ارتدائه في المناسبات وغيرها.
لعل الكثير قد رصد الآراء من قبل بعض أولياء الأمور عبر وسائل التواصل المختلفة تجاه هذا الإلزام لهذه الفئة. فما زال بإمكان المسؤولين في الوزارة مراجعة هذا القرار، لا سيما وأن وزير التعليم دائماً ما يتلمس احتياجات الطلاب وأولياء أمورهم، ويهمه تخفيف ما يثقل عليهم من أعباء سواء مالية أو تربوية، وفقاً لتوجيهات القيادة الرشيدة التي تهتم دائماً بتقديم الأفضل للمواطنين.
خاتمة:
شهد التقويم الدراسي الجديد العودة إلى نظام الفصلين، وابتهج الكثير بذلك، بينما أرى أنه مُتعب للطالب بسبب تراكم الدروس والمعلومات، مما يصعّب عليه استذكار الكم الهائل من المحتوى الذي تلقاه خلال أربعة أشهر، إلا إذا تمّت تجزئة المادة في الترم الواحد إلى جزئين، حيث يُجرى الاختبار في كل جزء بشكل مستقل.
dakman2019@gmail.com