عودة المدارس.. انطلاقة جديدة نحو المعرفة وصناعة المستقبل

بعد أيام قليلة، ومع إشراقة فجر عام دراسي جديد، تتجدد الحياة في ساحات المدارس وممراتها، وتعود الألوان لتزين الحقائب والدفاتر، وتنبض القلوب بحماسٍ لملاقاة الأصدقاء والمعلمين. إنها ليست مجرد عودة إلى الفصول، بل هي عودة إلى رحلة المعرفة، حيث تتفتح العقول وتُبنى الأحلام خطوة بخطوة. هذه العودة ليست مجرد حدث سنوي عابر، بل هي نقطة انطلاق مليئة بالفرص والطموحات.
المدرسة ليست جدراناً وأبواباً فحسب، بل هي بيئة تنمو فيها العقول وتتفتح فيها المواهب، ويُصقل فيها الفكر ليصبح قادراً على مواجهة التحديات. كل كتاب يُفتح هو نافذة جديدة على العالم، وكل درس يُشرح هو خطوة نحو بناء شخصية متكاملة تجمع بين المعرفة والأخلاق. ومع بداية كل عام دراسي، يتجدد الأمل بأن التعليم سيظل السلاح الأقوى الذي نحارب به الجهل، ونبني به أوطاناً أكثر تقدماً وازدهاراً.
هذه العودة فرصة ذهبية للطلاب لوضع أهداف جديدة، وتبني عادات دراسية سليمة، وتنظيم أوقاتهم بين الدراسة والنشاطات الأخرى. فالتعليم ليس مجرد حفظ للمعلومات، بل هو تدريب للعقل على التفكير النقدي، وتنمية للمهارات الحياتية التي ترافقهم مدى الحياة.
دور الأسرة في هذه المرحلة محوري، فهي الحاضنة الأولى للطموح، والداعم الأكبر في مواجهة التحديات. تشجيع الأبناء، ومتابعة تقدمهم، وتحفيزهم على الاستمرار، هو الاستثمار الحقيقي الذي ينعكس على مستقبلهم. كذلك، فإن المعلمين يشكلون القدوة والمُلهم، فهم يحملون رسالة عظيمة، ويبذلون جهداً ليزرعوا في نفوس الطلاب حب العلم والانضباط، ويغرسوا فيهم القيم النبيلة.
كما أن العودة إلى المدارس تعزز روح التعاون والانتماء، فالتفاعل مع الزملاء، والمشاركة في الأنشطة المدرسية، وتبادل الأفكار، كلها جوانب تبني شخصية متوازنة قادرة على العمل بروح الفريق واحترام الآخر. إنها مرحلة تعلمنا أن النجاح لا يتحقق إلا بالمثابرة، وأن كل جهد صغير اليوم، قد يكون سبباً في إنجاز كبير غداً.
إن بداية العام الدراسي هي بمثابة صفحة بيضاء نخط عليها أحلامنا وخططنا، وكل يوم يمر هو سطر جديد في قصة نجاحنا. فلنجعل هذا العام محطة مميزة، نملؤها بالإنجازات، ونحوله إلى فرصة للتطوير والنمو، واضعين نصب أعيننا أن التعليم هو بوابة التميز ورافعة المجتمعات نحو القمم.
على المدارس الاهتمام بالأنشطة الطلابية خارج الفصول الدراسية فهى التى تملكهم القدرات لبناء الذات وممارسة الحياة بإيجابيه.
حكمة جميلة:
«التعليم شجرة جذورها في التعب، وثمارها مجد لا يزول»
malhajry1@gmail.com

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *