وتأتي هذه الخطوة استجابة لشكاوى متعددة تلقتها الهيئة خلال عام 2023م من أولياء أمور ضد مدارس أهلية وعالمية كانت تجبرهم على شراء الزي المدرسي من موردين حصريين.
وكشفت الهيئة عن رصدها لاتفاقيات حصرية طويلة الأمد بين بعض المدارس والموردين، تمتد لفترات تتراوح بين خمسة وخمسة عشر عاماً.
وأوضحت أن مثل هذه الاتفاقيات تحد بشكل كبير من المنافسة العادلة، وتؤدي إلى تحميل أولياء الأمور تكاليف إضافية، فضلاً عن تقييد حريتهم في اتخاذ قرارات الشراء.
وأعدت الهيئة هذه الإرشادات لتكون دليلاً مرجعياً للمنشآت التعليمية والعاملين في هذا النشاط لتجنب الممارسات المحظورة.
وشددت الهيئة على أن المدارس، بحكم تحديدها لمواصفات الزي وآلية بيعه، تتمتع بوضع مهيمن بنسبة 100% في سوق ما بعد البيع الخاص بها، وهو ما يحظر عليها نظام المنافسة إساءة استغلاله.
حظر “المورد الحصري” والبيع المشروط
وحظرت الإرشادات بشكل قاطع عدداً من الممارسات التي كانت سائدة، أبرزها إلزام أولياء الأمور بالتعامل مع مورد حصري واحد، أو قصر بيع الزي داخل أسوار المنشأة التعليمية فقط.
وأكدت أن هذا السلوك يعد مخالفة صريحة لنظام المنافسة، إضافة إلى تعميم سابق لوزارة التعليم يمنع تقييد الطلاب بمتجر محدد منعاً للاحتكار.
ومن بين الممارسات المحظورة التي نصت عليها الإرشادات، قيام المنشأة التعليمية بالاتفاق مع الموزعين على تحديد سعر إعادة بيع الزي المدرسي أو وضع حد أدنى لسعره، وهو ما يقضي على المنافسة السعرية بينهم.
ومنعت الهيئة ممارسة ”البيع المشروط“ التي كانت تجبر المستهلك على شراء حزمة كاملة وغير مجزأة من قطع الزي المدرسي، مثل الزي الرياضي أو الشتوي، حتى لو لم يكن بحاجة إليها، وألزمت بإتاحة الخيار لشراء كل قطعة بشكل منفصل.
وفرضت الهيئة مجموعة من الالتزامات الواجب على المدارس مراعاتها، حيث ألزمتها بالإعلان عن تفاصيل ومواصفات الزي المدرسي قبل بدء العام الدراسي بمدة كافية لا تقل عن 90 يوماً.
ويهدف هذا الإجراء إلى إتاحة الفرصة لمختلف المصنعين والموزعين لإنتاج وتوفير الزي، ومنح أولياء الأمور وقتاً كافياً للشراء من المنفذ الذي يختارونه.
وتضمنت الالتزامات ضرورة أن تكون تصاميم الزي بسيطة وغير معقدة، بحيث لا تحتوي على نقوش أو ألوان مركبة تحصر إنتاجه لدى مصدر واحد.
ولتمكين أولياء الأمور من الاستفادة من المنافسة في السوق، أوجبت الهيئة على المدارس توفير شعارها بشكل مستقل وبسعر رمزي، ليتمكن المستهلك من شرائه وحياكته على الزي الذي يختاره من أي متجر. ويشمل نطاق تطبيق هذه الإرشادات جميع الأدوات المدرسية الأخرى التي تحددها المدرسة بمواصفات خاصة، كالحقائب والدفاتر وغيرها، ولا يقتصر على الملابس فقط.