يصادف اليوم التاسع عشر من أغسطس ذكرى ميلاد قائد الهلال والمنتخب السعودي سالم محمد الدوسري، المولود عام 1991، أحد أبرز نجوم الكرة السعودية في العقد الأخير، وصاحب المسيرة الحافلة بالألقاب والإنجازات التي تجاوزت حدود الوطن إلى القارة والعالم.
النشأة والبدايات
نشأ سالم في محافظة الأفلاج جنوب الرياض، وسط أسرة متوسطة الحال، وكان والده يعمل في التعليم. منذ طفولته ارتبط بالكرة بشكل كبير، إذ اعتاد ممارسة اللعب في أحياء الأفلاج وعلى ملاعب المدارس، حيث لفت أنظار الجميع بمهاراته وسرعته وقدرته على المراوغة.
انتقل سالم إلى الرياض وهو في سن المراهقة، والتحق ببعض الأكاديميات الخاصة مثل أكاديمية “العساف”، التي كانت بوابته الأولى نحو الظهور. كما خضع لتجارب قصيرة في أندية عدة، بينها نادي النصر والفيصلي، حيث تدرب مع الأخير لفترة وجيزة قبل أن يخطفه الهلال ويكون نقطة التحول في مسيرته.
قصة تسجيله في الهلال
في عام 2009، شاهد أحد الوسطاء موهبته في مباراة ودية للهواة، فتم التواصل مع نادي الهلال لتجربته.
أجري له اختبار ميداني تحت إشراف المدرب الوطني عبداللطيف الحسيني، فأظهر مهارات استثنائية دفعت النادي لتسجيله مباشرة في كشوفات الفريق الأولمبي.
وبعد موسم واحد فقط، تمت ترقيته للفريق الأول ليخوض أولى مبارياته الرسمية موسم 2010–2011 ويبدأ رحلة المجد مع “الزعيم”.
مع الهلال.. مسيرة ذهبية
طوال أكثر من 14 عاماً بقميص الأزرق، تحول سالم إلى أحد أعمدة الفريق، إذ لعب أدواراً حاسمة في البطولات المحلية والقارية، وأصبح “الورقة الرابحة” في المباريات الكبرى.
من أبرز إنجازاته مع الهلال:
الدوري السعودي: 6 مرات
كأس الملك: 5 مرات
كأس ولي العهد: 3 مرات
دوري أبطال آسيا: مرتان (2019 و2021) – وسجّل في النهائيين أهدافاً حاسمة أعادت اللقب القاري إلى الهلال بعد غياب طويل.
كأس السوبر السعودي: 3 مرات
كما خاض تجربة قصيرة مع فياريال الإسباني عام 2018، ضمن برنامج الشراكة بين هيئة الرياضة والليغا الإسبانية، وشارك أمام ريال مدريد في الدوري الإسباني، ليكون أحد السعوديين القلائل الذين خاضوا تجربة احترافية أوروبية.
رحلة “الأخضر”
ارتدى سالم قميص المنتخب الوطني لأول مرة عام 2012، ومنذ ذلك الحين خاض ما يقارب 100 مباراة دولية، سجل خلالها 25 هدفاً.
شارك في ثلاث نسخ من كأس العالم (2018 – 2022 – 2026 التصفيات جارية)، ويُعد هدفه التاريخي في مرمى الأرجنتين بمونديال قطر 2022 علامة فارقة في مسيرته ومسيرة الكرة السعودية، بعدما قاد “الأخضر” لفوز تاريخي على بطل العالم.
الجوائز الفردية والاعتراف الآسيوي
توج الدوسري بجائزة أفضل لاعب في آسيا لعام 2022، تقديراً لأدائه المميز مع الهلال والمنتخب. كما تم اختياره مراراً ضمن أفضل تشكيلات الموسم في دوري أبطال آسيا والدوري السعودي.
إشادة فيفا
لم يقتصر بريق سالم على الجماهير السعودية فقط، بل لفت أنظار العالم بأهدافه الحاسمة. الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تغنى أكثر من مرة بأهداف الدوسري في كأس العالم، وعلى رأسها هدفه في شباك الأرجنتين بمونديال 2022، معتبرًا إياه “واحداً من أجمل لحظات البطولة”، وسبق أن وصفه بـ”الرجل الذي لا يخشى الكبار”.
آخر المستجدات
في يونيو الماضي 2025، تعرض لإصابة في العضلة الخلفية أبعدته لعدة أسابيع، ما حرمه من مواجهة مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية، لكنه عاد تدريجياً للتدريبات، فيما يستمر عقده مع الهلال حتى عام 2027، ليؤكد ولاءه للزعيم واستمراره في قيادة الفريق لسنوات مقبلة.
قائد ورمز
اليوم، وفي ذكرى ميلاده الرابعة والثلاثين، يحتفل الهلاليون والسعوديون كافة بمسيرة “التورنيدو”، الذي أصبح رمزاً للعطاء والإخلاص، وأحد أبرز القادة في تاريخ الكرة السعودية.
فهو لم يكن مجرد لاعب جناح مهاري، بل أصبح أيقونة كروية وقائداً ملهمًا، حمل راية الهلال والمنتخب في أصعب اللحظات، وكتب اسمه بحروف من ذهب في تاريخ الرياضة السعودية.
بوكس جانبي – أرقام سريعة:
المباريات مع الهلال: +380 مباراة
الأهداف مع الهلال: +85 هدف
المباريات الدولية: 98 مباراة
الأهداف الدولية: 25 هدف
الألقاب مع الهلال: 17 لقباً محلياً وقارياً
الجوائز الفردية: أفضل لاعب آسيوي 2022